آخر الأخبار

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

حكاية رائعة - سوق السمك





خلال السنوات الثلاث التى قضتها المديرة فى هذا البنك ، بنت لنفسها سمعة طيبة من حيث قدرتها على الانجاز لم تكن اول من يحضر للعمل او اخر من يغادر ولكنها كانت ملتزمة سلوكيا واخلاقيا حتى ان حافظة الاوراق على سطح مكتبها كانت دائمة خالية من الاوراق . فقد تعودت ان تنجز اعمالها اولا باول ، مهما زاد ضغط العمل ومهما تكالبت الظروف الا ان التزامها الزائد استتبع بعض المشكلات فقد بدا كثير من رؤسائها يحرصون على ارسال اعمالهم لها حتى يطمئنوا على انجازها فى الوقت والجودة المطلوبين .
كانت المديرة ذات شخصية طيبة يستحب العمل تحت اشرافها حيث تصغى لموظفيها باهتمام وتحظى بحب واحترام الجميع وكانت تنوب عن زملائها وتغطى اعمالهم المتاخرة عندما تضطرهم الظروف للغياب او المغادرة مبكرين . رغم انها كانت تعمل بهدوء دون ان تمارس على اتباعها اى نوع من الضغوط باستثناء الضغط لانجاز الاعمال فى مواعيدها وباعلى جودة ممكنة .
الطابق الثالث : مكب النفايات
على العكس تمام من القسم الذى تشرف علية المديرة كان العمل فى ادارة العمليات فى الطابق الثالث من البنك . اطلق موظفو البنك اسم " مكتب النفايات السامة " على ادارة العمليات فى الطابق الثالث وكانوا يسخرون من العاملين هناك ويسمونة بصفات مثل الارض المفقودة مصدر السلبية مثير للكابة عنق الزجاجة فضلا عن الاسم الاشهر مكب النفايات .
كانت كارثة الطابق الثالث تتمثل فى ان كل عمليات البنك دون استثناء تقريبا تمر عبر مكب النفايات ذاك بسبب الطبيعة الادارية المساندة لاعمال البنك التى تقع ضمن مسئوليات تلك الادارة الكائنة فى الطابق الثالث .
ومع ذيوع سمعتها الطيبة كفائدة لفريق صغير فى ادارتها الحالية فوجئت المديرة برئيس البنك يكلفها بالانتقال لادارة الطابق الثالث وتنظيفة من سمعتة السثيئة . قبلت المديرة الوظيفة ومسؤلياتها الجديدة على مضض . ولم تكن سعيدة رغم الزيادة الكبيرة التى استحقتها على مرتبها وكانت تعرف ان مديرين اخرين سبقوها لادارة العمليات الادارية فى الطابق الثالث خلال السنتين الماضيتين .
خلال الشهر الاول فى الطابق الثالث اجهدت المديرة نفسها لتفهم طبيعة العمل فى قطاع العمليات لكنها فةجئت ان كثيرا من العاملين هناك يمتلكون قدرات هائلة على العطاء وانها احبت بعضهم بالفعل وتفاعلت مع معظمهم لكن هذا الاحساس لم ينف قناعتاه بان المشكلات المتواترة فى الطابق الثالث جعلتة وصف مقلب النفايات السامة عن جدارة .
وكان ابرز ما لاحظتة المديرة هو :
*كان الهاتف يرن لاكثر من عشرات مرات قبل ان يتطوع احد الموظفين برفع السماعة .
* وكان يرن دون انقطاع فى الصباع وبعد بدء الدوام اليومى بربع ساعة لان الموظفين لم يصلوا بعد .
* فى كل مرة كانتتذهب الى استراحة الموظفين كانت تجد اثنين او ثلاثة يدخنون السجائر بشراهو ويتاخرون فى العودة الى مكانهم رغم انقضاء وقت الاستارحة وعودة بقية الموظفين .
البحث عن حل :
فى صباح هذا اليوم تكررت نفس المشاهد واضطرت المديرة للتدخل لاطفاء الكثير من النيران التى شبت فجاة ومعالجة الكثير من الاخطاء المتراكمة .
* فى البدايه اكتشفت ضياع ملف احد كبار العملاء واكد لها مدير الخدمات البنكية ان الملف ارسل قبل اكثر من اسبوع للطابق الثالث ولم يعد .
* احدى الزميلات العاملات فى الطابق الثانى جاءت لها شاكية من احد الموظفين فى الطابق الثالث بعد ان وضعها على الانتظار اكثر من ربع ساعة دون ان يرد عليها او يقدم لها البيانات المطلوبة .
* احد المستشارين فى الدائرة القانونية اقفلت السماعة فى وجهة ثلالث مرات متواليات فاصل بالمديرة معاتبا .
بعد ان اطفات الحرائق الثلاث اغلقت المديرة باب مكتبها وبدات تدون بعض الملاحظات فى مفكرتها :
* الموظفون فى الطابق الثالث يحصلون على رواتب لا باس بها ولم يتم تخفيض رواتبهم بعد رغم الظروف الصعبة التى يمر بها البنك .
* يمكث الموظفون فى ادارة العمليات لسنوات طويلة فالوظائف امنة والتغيير بطىء .
ولكن :
* هل يعرف هؤلاء الموظفون ان الامان الوظيفى الذى ينعمون به هو مجرد وهم ؟
* هل يدركون كيف غيرت قوى السوق من طبيعة الخدمات المصرفية وادارة العمليات البنكية .
* هل يفهمون انه علينا جميعا ان نتغير حتى نتمكن من المنافسة فى ظل عمليات الدمج القهرى التى تخضع لها البنوك كل يوم ؟
* هل يعرفون اننا ان لم نتغير سنضطر جميعنا للبحث عن وظائف جديدة بعد فصلنا من عملنا الحالى او افلاس بنكنا ؟
رن جرس الهاتف وكانت المديرة على وشك مغادرة المكتب فى استراحة الغداء كان على الخط مديرها الجديد الذى عينها مديرة للعمليات فى الطابق الثالث .
قال المدير :
عدت للتو من اجتماع تطوير القيادات وادارة التغيير وقد عنفنى رئيس مجلس الادارة على ما يحدث فى الطابق الثالث وقد سمعته ايضا يصفة قائلا " مكب النفايات السامة " فى هذة اللحظة انتفضت المديرة وعلا صوتها وهى ترد على مديرها المباشر :
"ارجوك لا تستخدم هذا الوصف . لم يمض على وجودى فى هذة الادارة سوى بضعة اسابيع وها انت تلقى باللائمة على . التغيير يحتاج الى وقت ، وانا مسئولة عن ذلك ".
رد المدير معتزرا " يبدو ان رئيسنا عائد للتو من احد مؤتمرات القيادة والتحفيز والمنافسة كان يتكلم بحماس وعصبية زائدة فيبدو انه سمع الكثير من الخطب العصماء عن قيادة التغيير ارجو ان تعذرينى فالطابق الثالث يمثل المشكلة الرئيسية فى البنك وارجو ان تبدئى بالتغيير .
سوق السمك :
خرجت المديرة للغزاء فى نفس الوقت المعتاد لكنها لم تزهب الى استراحة البنك كغيرها من الموظفين . لم تعد تحتمل سماع النكات السخيفة  التى يطلقها الموظفون على الطابق الثالث وكان تشعر برغبة عميقة للبقاء وحيدة وفى تناول وجبة خفيفة ومختلفة عما اعتادت علية كل يوم . سارت على قدميها وعبرت شارعين او ثلاثة وانعطفت فى احد الازقة الضيقة فوجدت نفسها على مقربة من سوق السمك الشهير .
انعطفت المديرة داخلة بعمق فى سوق السمك لتفاجا بما لم يكن ابدا بالحسبان شاهدت مهرجانا كبيرا وسمعت اصواتا عالية وضحكات مجلجلة غابت عن مسامعها من زمن طويل :
شاهدت سمكة تطير فى الهواء لاكثر من عشرة امتار ليلتقطها عامل الشواء الذى سيتولى طهيها بمهارة لا توصف .
- رات بائعا اخر يمسك سمكة كبيرة ويحرك فمها حتى لتبدو وكانها تتكلم فيضحك ثلاثة اطفال كانوا يراقبونة .
- عامل شاب اخر كان يرتب حبات الكابوريا الحمراء بطريقة فنية ويشكل منها هرما متماسكا .
كان المكان يضج بالحيوية الاصوات العالية تحدث نوعا راقيا من الضوضاء المحببة كان واضحا ان الموظفين يلعبون وهم يعملون لم يكن الفرق بين العملاء والعاملين واضحا ابدا ولم تفقهم المديرة ما اذاذ كان موظفوا المكاتب الذين يملئون السوق قدموا للشراء ام لمشاهدة العرض المسرحى الدائم .
كان مدير سوق السمك يراقب المديرة عن بعد وعندما رمقتة بعينيها ابتسم وتقدم منها سائلا لماذا ارى الدهشة وتعلو وجهك ؟ الم تات الى السوق من قبل ؟ ما الذى اتى بك الى هنا ؟
- مجرد رغبة فى التغيير ردت المديرة جئت لتناول الغذاء فوجدت الفرجة انفع .
- لكنك تبدين فى حيرة عن امرك .
- اتعتبرين مشكلات العمل شخصية ؟ هذة مشكلة ادارية او تنظيمية هل انت مستشارة ؟
- لا انا مديرة فى بنك وادارتى تحتاج الى تغيير ولا ادرى من اين ابدا .
- فسالها عهل تعتقدين ان طاقة مشتعلة كهذه يمكن ان تؤثر فى الناس فى اداراتك ؟
- قالت لا شك ان الطاقة والحماس من الامور المهمة ولكن ليس لدينا اسماك نلعب بها ونزقها فى الهواء .
الاسماك ليست لعبة رد المدير نحن نلعب بمشاعرنا ونطرد القرف والملل من حياتنا كان هذا المكان باردا ونتنا ومثيرا للاشمئزاز فلماذا لا تفعلين بادارتك مثلما فعلنا وتاكدى ان هناك دروسا كثيرة يمكنك تعلمها من هذا السوق لقد حولنا سوق السمك الى مسرح وما عليك الا تطبيق اساليبنا الادارية المسرحية على ادارتك .
- قالت المديرة كنت اتصور ان كل عمل فى الدنيا يمكن ان يكون سخيفا وروتينيا مملا بعد فترة من الزمن خاصة عندما نضطر الى قراءة النصوص التى يكتبها الاخرون بمعنى انت نتحول الى مجرد منفذين لما يملى علينا فقط .
- رد مدير السمك : اذا اتفقنا ان كل وظيفة يمكن ان تكون مملة ورتيبة هل ممكن ان نتفق انه بامكاننا ايضا اخفاء الحيوية والحماس وروح العطاء على كل وظيفة اذا امتلكنا الادارة الكافية ؟ انظرى الى اسواق السمك المجاورة الا تبدو مملة وباردة وساكنة الى درجة الموت ؟ لقد كان سوقنا مثلها .
الدرس الاول : اختر سلوك
واستطرد مدير سوق السمك يقول :
- هناك دائما مجال لاختيار الطريقة التى تؤدين بها عملك حتى لو لم تكونى قادرة على اختيار العمل نفسة اكبر درس تعلمناة ونحن نعمل على بث الحياة فى سوق السمك هو ان نختار السلوك والشعور الذى نحضرة معنا الى العمل كل يوم .
- فسالت المديرة ولماذا لا نستطيع ان نختار العمل نفسة .
- اجاب المدير تستطيعون طبعا الاستقالة من اى وظيفة والبحث عن اخرى . لكن هذا لا يكون فى كثير من الاحيان اختيارا حكيما ، اذا اخزت مسئولياتك والعوامل المحيطة بك بعين الاعتبار . فانت تستطيعين كل يوم ان تاتى الى العمل بشعور المنتصر وبفكر ايجابى . ولكنك لا تستطيعين ان تستقيلى من العمل كل يوم .
- اعتقد اننى فهمت قالت المديرة |: انت تختار ان تعمل بابتهاج كل يوم ما دمت رضيت بالعمل فى المكان البارد ذى الرائحة الكرلمكان فما دمت مل بروح عالية فتبعث حياة مختلفة فى المكان فما دمت هنا فانت تختار ان تعيش اجمل لحظات يومك بغض النظر عن الظروف المحيطة .
- اجابها موافقا واضاف : هذا صحيح ولكن وصفة النجاح فى اى بيئة عمل تتكون من اربعة عناصر او لنقل وصفة النجاح التى استحدمناها فى سوق السمك كانت كذلك لكن اختيار كيف نشعر ونتصرف هو اول هذة العناصر واهمها ان لم تبدئى من هذة النقطة فلن تفلحى فى تطبيق العناصر الثلاثة الاخرى .
الدرس الثانى : العب معهم
يفترض ان يكون يوم السبت اجازة لكن المديرة تدرك ان لا وقت لديها تضيعة اخذت ابنيها معها واتجهت الى سوق السمك كان الوقت مبكرا والعمال يرتبون الاسمالك باشكال فنية انتظارا لقدوم العملاء وكان المدير يساعد العاملين فى تنظيم المكان وترتيب الاسماك وما ان شاهد المديرة وطفليها حتى انطلق نحو الابن الاصغر مبتهجا وسالة ان يساعدة فى ترتيب الاسماك بدا الطفل يساعد المدير فى تحريك الاسماك الكبيرة معتقدا انه قادر على حملها فى حين يتظاهر المدير بان احدى الاسماك عضتة او انها كشرت فى وجهة لانه حشرها فى مكان ضيق وما هى الا دقائق حتى انسجم الطفل الصغير فى عمله وبدا يؤدية وكانه واجب الزامى وصار اكثر حماسا من المدير الذى قادة الى ذلك .
- فى هذة اللحظة التفت مدير السمك للمديرة قائلا هذا هو الدرس الثانى من دروس التغير اللعب هو اسا الابداع والابداع يعزز حب العمل وعندما نحب عملنا نشعر من جديد اننا نلعب ولان اللعب متعة يصبح العمل متعة كذلك نحن لا نتوقف عن اللعب عندما نشعر بالشيخوخة نحن نشعر بالشيخوخة عندما نتوقف عن اللعب .
" وارجو ان لاتفهمينى خطا اضاف المدير بجدية هذا عمل حقيقى ونحن هنا نعمل من اجل كسب المال وتحقيق الارباح هذا المشروع يدفع عشرات المرتبات وربما نكون اكثر جدية من كل اسواق السمك فى العالم لكننا اكتشفنا انه يمكننا ان نكون جادين فى العمل ونستمتع به ايضا ليس من الضرورى ان نبقى مشدودين ومرهقين طول اليوم لكى نكون جادين المهم هو النتائج وليس الطريقة التى نحقق بها تلك النتائج اقول لك هذا على الرغم من اننا فخورين بطريقتنا .
ما يعتقدة عملاؤنا فى هذا السوق وانت منهم اننا مجموعة من الشباب الذين يلعبون بجدية هم يشترون السمك ويضحكون ونحن نبيع السمك ونضحك عندما نرى عملاءنا يضحكون تخيلى انسانا يستمتع بعمل ممل ومثير للضجر اصبحنا مجموعة من الاصدقاء مثل اى مجموعة من اللاعبين فى فريق عظيم ونحن فخورون بعملنا لقد حقق سوق السمك شهرة عالمية كل هذا لاننا نؤدى عملا بسيطا يؤدية ابنك الصغير دون ادنى تفكير نحن فقط نعرف كيف نلعب ولماذا يجب ان نلعب .
فى هذة اللحظة التفت الولد الصغير وهو يحمل سمكة منزلقة وقال لامك لماذا لا تحضرى الموظفين من البنك الى هنا لكى يلعبوا يا امى .
الدرس الثالث : اصنع يومهم
فجاة تقدم احد البائعين يحمل سمكة كبيرة وقال للمديرة هل تشترين هذة السمكة ؟ مطلوب فيها 10 سنتات فقط صحيح انها فقدت بعض اطرافها لكنها تبتسم . ما رايك بها ؟ هل تشترينها ؟ انظرى اليها جيدا عندما افتح فمها الا تبدوا مبتسمه بالفعل رغم ما اصابها .
كان للبائع شعر طويل وكان صوته واثقا وقد باع السمكة للمديرة بالفعل بعشر سنتات بل انه طلب من ابنها الصغير ان يحضر كيسا كبيرا ويدخل السمكة بنفسة فى الكيس التفت مدير السوق للسيدة المديرة وقال هذا هو الدرس الثالث من دروس التغيير احيانا تكون الطريقة التى نشترى بها اهم من الشىء الذى نشترية ان اهم شىء نقدمة فى هذا السوق هو اننا نحول الشراء الى ذكريات متواصلة .
قالت المديرة لم افهم قصدك رد المدير : هل تزكرين المرة الاولى التى اتيت بها الى السوق هل تزكرين ما حدث فى تلك الزيارة ؟
قالت نعم رايت سيدة فى العشرينات تصعد منصة عرض السمك وتحاول التقاط نوع معين من الاسماك كان السمك منزلقا ووقعت الاسماك من يديها مرتين لكنها فى النهاية التقطت اسماكها المرغوبة بثقة .
قال لماذا زلت تتذكرين تلك التجربة ؟
قالت كانت السيدة متحمسة ومبتهجة وكنا نراقبها ونتخيل اننا مكانها .
وما الذى سيتذكرة ابنك من احداث هذا اليوم فى السوق حسب رايك ؟.
- اعتقد انه لن ينسى دخولة مخزن السمك البارد ومساعدته لك لانه يعتقد انه انجز كل العمل وحدة .
- هذا هو ما نسمية اصنع يومهم نحن ندخل العملاء فى اللعبة ونجعلهم يتفاعلون مع الموقف نصنع المواقف ونترك لدى الزائرين انطباعات طيبة وذكريات جميلة عندما نبهج الاخرين فانهم يتفاعلون معنا وعندما يتفاعلون يصبحون جزءا من الموقف ويستعيدون الاحساس بالحياة وبادوارهم وبانفسهم هذا يحدث احيانا فى المسرح عندما يصبح الجمهور جزءا من القصة .
- ادرك ما تعنية تمام جذب العملاء والعمل على ابهاجههم وبث الروح فى لحظات التفاعمل معهم يجعل العميل محور الاهتمام فعندما نركز على جعل ايام من حولنا جميلة يبدا سيل المشاعر الانسانية الايجابية يتدفق يا لعظمة علم النفس.
واضافت اتمنى لو نستطيع ان نعيد صناعة ايمنا وساعاتنا وكل لحظات عملنا فى البنك يجب ان نصنع اياما مليئة بالحماس والتفاعل لدى العاملين لكى يصنعوا هم اياما مثيلة للعملاء والزائرين .
الدرس الرابع : كن حاضرا
نذهب فى كثير من الاحيان الى الاسواق والمحال التجارية ونشترى ما نريد لكننا نلاحظ ان البائعين يابهون بانفسهم اكثر ما يابهون بنا صحيح انهم يجيبونا عندما نسالهم ويصغون لنا عندما نشتكى لهم لكن حضورهم مع انفسهم يبقى اقوى من حضورهم معنا يبدون لنا احيانا انهم يعملون فى هذا المكان من اجل انفسهم وليس من اجلنا . ما اصعب الا يحضر الانسان الى اى مكان الا بجسدة فقط .
نظرت المديرة الى مدير سوق السمك فلاحظت انه لم يعد معها كان الزحام يزداد فى السوق وضغط العمل يتراكم على العاملين نظر اليها معتذرا وقال :
- اعرف ان زملائى قادرين على سد الفراغ مكانى ولكن لا استطيع ان اتداى اكثر من ذلك اعذرينى انل م اعد حاضرا معك لقد اصبحت حاضرا معهم يجب ان امد لهم يد المساعدة وهناك نصيحة لا بد ان اقدمها لك وانت حرة فى اخيار السلوك الذى تريدين فانا لا اريد ولا استطيع ان املى عليك الطريقة التى تؤدين بها عملك ولكن عليك ان تجدى الطريقة التى تجعل موظفيك يكتشفون فلسفة السمك بانفسهم لا اعتقد ان حديثك معهم ووصف ما يحدث هنا سيكفى للتغير .
- هذا صحيح ردت المديرة ففلى غمرة استعجالى لحل مشكلاتى الادارية قد انسى بسهولة ان زملائى بحاجة لان يتعلموا ويشاهدوا ويجربوا بانفسهم وعلى ايضا ان امنحهم المزيد من الوقت لكى يعايشوا تجاربهم ويهضموها واردفت عموما اشكرك على وقتك لقد لعبت مع ابنى وصنعت يومنا وكنت حاضرا معنا .
اجتماع هام
فى الاسبوع التالى دعت المديرة جميع الموظفين الى اجتماع قالت لهم ان التغيير فى الطابق الثالث او ما يسمى مكب النفايات يمكن ان يبدا بطريقة مختلفة فبدلا من استدعاء مستشارين الى البنك يمكن ان نزهب نحن الى المستشارين .
طلبت منهم ان ينظموا رحلتين متتابعتين الى سوق السمك ليروا بانفسهم كيف يعمل المدير واصحابة وحكت لهم كيف يقزف البائعون هناك الاسماك فى الهواء دون ان تسقط منها واحدة وكيف يتفاعل البائعون والعملاء فى مهرجان حى وصاخب وشرحت لهم المبادىء الاربعة التى تعلمتها من المدير .
لكن احد الموظفين قال معترضا من السخف ان نذهب كموظفين فى البنك لنتعلم من بائعى الاسماك ما هى المتعة فى ان نراهم يقذفون الاسماك فى الهواء ليس لدينا فى البنك ما نقذفة اللهم الا اذا وافقت على ان نقذف بطاقات الائتمان وخطابات الاعتماد فى الهواء ضحك بعض ازملاء لكن المديرة قالت بحزم :
- لن اقبل ايه اعذار يجب ان تذهبوا فى مجموعتين وان تفتكروا اليوم وغدا فى المبادىء الاربعة التى زكرتها لكم . وفى مطلع الاسبوع القادم ساسال كلا منكم عن فهمة وتفسيرة الشخصى لهذة المبادىء .
ثم تهدك صوتها وهى تضيف :
- انتم لا تعرفون عنى الكثير كل ما تعرفونة اننى مديرتكم فى الطابق الثالث ولا تعرفون ان زوجى متوفى واننى اعول طفلين وقد اخذتهما معى يوم السبت الى سوق السمك ولعبنا وتعلمنا معا لكن المهم هو نظرتى لكم ولابنائى ولقوانين التغيير الاربعة اعتبر نفسى مسئولة عن نجاحنا هنا كما انا مسئولة عن ابنائى لماذا ؟ لاننى لن اكون سعيدة اذا نجحت مع ابنائى وفشلت هنا اريدكم ان تذهبوا وان تعتبروا هذة  الزيارة تجربة انسانية .
واستطرت تقول : ستجدون هناك موظفا بشعر طويل اطلبوا منه ان يشرح لكم قانون اختر سلوكك من السهل ان ندرك جميعا المقصود بقانون العب معهم او اصنع يومهم او كن حاضرا لاننا سنرى هذة القواعد تطبق بالفعل لكنكم ستفهمون معى اختر سلوكك اذا سمعتهم قصة هذا الرجل كان الرجل سائقا محترفا فى مضامير سباقات السيارات وعندما وقع له حادثعنسف تخلى عنه مدربة والشركة الراعية وكثير من اصدقائه اذهبوا اليه وتحدثوا معه واسالوه كيف يكون الانسان مثله كان نجما لامعا فى عالم الاضواء ان يختار سلوكة ويتعامل مع العملاء وهو يبيع السمك فى مكان بارد . اليست ظروفه احلك من ظروفنا ، ومشكلاته اعقد من مشكلاتنا ؟.
واكملت : انتهى الاجتماع وساطلب منك تقارير فى الالسبوع القادم على كل منكم ان يحكى لى تجربته فى سوق السمك وماذا وكيف تعلم من هؤلاء الشباب الذين يبيعون الاسماك ويلعبون بها .
الفرق تذهب الى العمل "
فى صباح يوم الاثنين دعت المديرة لاجتماع اخر وقالت : اعرف انكم ذهبتم الى السوق اشكركم جميعا لقد حان وقت النظافة سنغير اسم الطابق الثالث وسنجعل كل من هذا البنك يعرف الاسم الجديد .
حاول اكثر من موظف ان ياخذ بزمام الحديث وحاولوا جميعا ان يتحدثوا بصوت واحد فطلبت المديرة من كل واحد يشرح للاخرين الدروس التى افادها من زيارة السوق وسالتهم ان يقدموا اقتراحاتهم الشخصية عن الكيفية التى تمكنهم من نقل تجربة سوق السمك الى الطابق الثالث .
عرض كل موظف افكارة واحساسة بالتجربة فكانت افكارهم مختلفة ومتباينة الى حد كبير ولم يستطيعوا لم شتات افكارهم فى نوذج تغيير متكامل .
وفجاة سمع الجميع صوت اجد الزملاء ممن كانوا يوصفون بالسلبية والتشاؤم والشكوى المستمرة قال اقترح ان نشكل اربعة فرق بحيث يصبح لدينا فريق خاص بكل عنصر من عناصر التغيير . فسيكون لدينا :
1-     فريق اختر سلوكك .
2-     فريق العب معهم .
3-     فريق اصنع يومهم .
4-     فريق كن حاضرا .
صفق الجميع لهذا الاقتراح الرائع وتقدمت السكرتيرة باربع اوراق مررتها على الجميع بعد ان طلبت المديرة ان يسجل كل زميل اسمه فى قائمة الفريق سجلوا اسمائهم فى الفريق الثانى العب معهم اعتقادا منهم ان العمل فى هذا الفريق سيكون اسهل وهنا تدهلت المديرة واقترحت تقديم صندوق سمك طازج لكل واحد من الزملاء يتطوع وينتقل العب معهم الى فريق اختر سلوكك او كن حاضرا وعلى الفور تطوع ثلاثة من الزملاء وتم وضع الارشادات وقواعد العمل للفرق الاربعة .
اليوم الكبير :
مرت الاسابيع الستة وحان وقت طرح الافكار واستثارة الهمم اقترحت المديرة ان يتم اللقاء فى الفندق وبعيدا عن جو العمل واتصلت برئيسها وسالتة ان يرسل بعض الموظفين ليغطوا اعمال الطابق الثالث ولم تفاجا عندما سمعته يتطوع بنفسة للمشاركة فى التغطية قال لها :
" لاادرى ماذا يحدث لديكم لكنى بدات بالفعل اشم رياح التغيير ".
التقت الفرق فى التاسعة صباحا فى فندق الادارة السمكية هكذا ارادت هى ان تطلق على الفندق وفى بداية اللقاء اقترحت ان يكون فريق اخر سلوكك اخر الفرق التى تعرض افاكارها ووافق الجميع فالمديرة تعتبر قانون اختر سلوكك هو نقطة الارتكاز او الاطار الذى يشمل العناصر الثلاثة الاخرى .
كانت قاعة الاجتماع زاهية وملتهبة الالوان شاركت الفرق الاربعة فى تجهيزها وكان واضحا انهم استجابوا للفكرة وقبلوا التحدى وكانت المفاجاة مدير سوق السمك او المعلم صاحب الافكار البراقة يجلس بين الحضور لقد دعته المديرة لتشكرة على جهودة وفكارة التى تبث الحيوية فى كل مرة من حلوة .
العرض الاول : فريق العب معهم .
بدا فريق العب عرضة وهو عبارة عن لعبة بسيطة تم تصميمها من اوراق صنعت على شكل دوائر ملونة . كانت هناك مجموعتان من الدوائر :
* الدوائر الزرقاء : وكتبت فيها فوائد اللعب وهى :
- الزملاء السعداء يعاملون بعضهم بلطف .
- المرح يؤدى الى الابداع .
- الوقت يمر بسرعة .
- الاستمتاع بالوقت يزيد مناعة الجسم .
- يصبح العمل ذاته مكافاة وليس وسيلة للحصول على مكافاة .
* الدوائر الحمراء : وكتبت فيها خطوات التطبيق وهى :
- سنعلق شعارات فى الطابق الثالث تقول : هذا ملعب راقبونا نحن الاطفال الكبار .
- سننظم مسابقة لاافضل نكتة كل شهر .
- سنعيد طلاء الجدران بالوان زاهية وبراقة .
سنستخدم الاضواء الكهربائية الملونة لنضىء الاحمر عندما تاتينا فكرة جديدة والاخضر عندما نحقق نتائج كبيرة .
- سنشكل لجنة دائمة تعتنى بهذة الافكار ونسميها لجنة اللعب المستمر .
* وتم تنفيذ اللعبة مع الموسيقى يقفز افراد اللعب فى الدوائر بطريقة عشوائية وعندما تتوقف الموسيقى يقرا كل منهم العبارة المكتوبة بالدائرة التى يقف فيها .
العرض الثانى " فريق اصنع يومهم .
بدا احد اعضاء الفريق يعرض نتائج المسح الميدانى الذى اجروة حول نظرة العاملين فى الطابق الثالث لبقية الادارات الاخرى وكيف يتعاملون معهم كعملاء داخليين وكانت النتيجة التى توصل اليها فريق اصنع يومهم مرعبة فقد تبين ما يلى :
1.      لا يحب زملاؤنا فى الادارات الاخرى التعامل معنا .
2.      كنا فى الطابق الثالث نعتبر اى طلب من الادارات الاخرى تطفلا وارباكا لعلمان .
3.      كنا نوزع عملاءنا ونرسلهم من مكتب الى اخر لا لشىء الى لنتخلص منهم .
4.      عملاؤنا يطلقون حولنا النكات ويقولون باننا اول من يندفع باتجاة المصاعد لنغادر المكاتب قبل بقية الادارات .
5.      كانت ادارة البنك تفكر بالاستعانة بمقاول خارجى ليؤدى نفس الاعمال التى نؤديها بعد ان يتم الاستغناء عنا .
وبعد ان درسنا موقفنا بدقة وفهمنا معنى اصنع يومهم وجدنا :
* ان فوائد اصنه يومهم :
- مفيدة لنا وللبنك .
- خدمة عملائنا بامانة ستجعلنا نشعر بالرضا عن انفسنا وعندما نرضى عن انفسنا سنركز اكثر فى عملنا وعندما نركز على عملنا سنكتسب مزبدا من الطاقة والطاقة الزائدة ستشعرنا بمزيد من الرضا وهزة هى دائرة النجاح .
* ويمكننا تطبيق قاعدة " اصنه يومهم " كما يلى :
- نعيد تنظيم ساعتا الدوام لنتواجد فى خدمة زملائنا من السابعة صباحا الى السادسة مساء .
- نقدم جائزة شهرية عادية لافضل خدمة وجائزة سنوية فاخرة لافضل موظف .
- تعيين فريق مفاجات الخدمات ومهمته مفاجاة عملائنا وزملائنا بخدمات تسعدهم .
- الطلب الى بعض عملائنا ان ياتوا ويلعبوا معنا .
- تطبيق نظام الافادة المرتدة من 360 درجة والذى سيشمل معرفة نظرة عملائنا الدائمة الينا .
العرض الثالث : فريق كن حاضرا .
قدم الفريق الثالث عرضه باسلوب قصصى حكى كل واحد من اعضاء الفريق قصة واقعية من حياته الشخصية او العملية تعبر عن الاسف والحزن لانهم لم يكونوا يدركون معنى الحضور فى اللحظة الراهنة ان تنسى الماضى والمستقبل وتركز كل جوارحك على اللحظة الحالية :
تساعد زميل او تصغى لشكوى او تصلح بين اثنين او تترك ما فى يدك عندما يدخل مكتبك اى انسان او تبتسم عندما ترى انسانا عابسا لتساعدة على الابتسام او تزور زميلك حتى لو اضطررت لتاخير العمل .
وبعدها عرض افاراد الفريق مجموعة من المقولات عن اهمية اللحظة الراهنة او الحاسمة فى حياتنا وعملنا وكانت منها واحدة تقول :
" الماضى تاريخ والمستقبل لغز واليوم هدية الهية وصلتنا للتو ولهذا نسمية الحاضر present " .
تطبيق قاعدة " كن حاضرا ".
*نتعاهد على ان يكون كل منا حاضرا عندما يحتاجة الاخرون .
* وعلى ان يصغى احدنا للاخر مهما كانت الضغوط والمثبطات .
* ويجب دائما ان نسال بعضنا :
- هل انت حاضر لى او معى الان ؟
- متى تريدنى ان اكون حاضرا بملء جوارحى من اجلك ؟
- هل الوقت مناسب لتساعدنى ؟
- ولكى يلفت احدنا نظر الاخر الى امر ما علينا جميعا ان نستخدم عبارة : انا معك .
العرض الرابع : فريق اختر سلوكك .
كان عرضهم موجزا ومركزا .
اولا : هذة هى فوائد اختيارنا لتصرفاتنا :
* عندما تختار سلوكك فانت تختار ٍان تكون انسانا مسئولا وهذا سيملا الطابق الثالث بالحماس والحيوية .
* اذا اخترت ان تكون ضحية وتملا الطابق الثالث عويلا فانت تقول لنا انا غير مسئول واى انسان غير مسئول هو انسان غير عاقل فكل انسان مسئول بدرجة او باخرى الا المجانين .
* نتمنى ان يختار كل منا ان يحضر افضل ما فيه الى العمل وان يترك اسوا ما فية خارج العمل .
ثانيا : تطبيقات اختر سلوكك .
قالت مقدمة العرض ارجوكم ان تغمضوا عيونكم جميعا وتبقوها مغمضة حتى اطلب منكم ان تفتحوها فاغمض الجميع عيونهم وهى تقول :
اولا : لقد اخترنا لكم كتابا بعنوان " المسئولية الشخصية " الطريق الى حياة حافلة بالعطاء ". سنعطى كل زميل منكم نسخة وسنعقد جلسات نقاش لاحقا بعد ان تقرءوة وهناك ايضا كتاب : " العادات السبع " وكتاب " طريق لم يطرقه احد " هذة كلها كتب سنناقشها لانها تعلمنا كيف نختار تصرفاتنا .
ثانيا : ولقد وضعنا قائنتين للاختيار على الباب الرئيسى فى الطابق الثالث .الاولى صورة وجة عابس والثانية صورة وجه مشرق بالابتسامة وكتبنا بينهما عبارة :" انت حر ومسئول عما تختار ". فاما ان تقطب جبينك اكثر ، واما ان تبتسم او نكشر . ولا ننا احرار فيمكننا ان نختار بديلا ثالثا . يمكننا ان نغمض اعيننا عندما نصل  الباب الرئيسى واغماض العينين اختيار . فاما ان نكشر او نبتسم او نغمض عيوننا عن الحقيقة . فاى الخيارات الثلاثة تختارون ؟
فردد الجميع بصوت واحد : طبعا سنختار ان نبتسم .
فقالت : افتحوا عيونكم اذن فلا يمكن للانسان ان يبتسم وعيناة مغمضتان . عندما تبتسمون ترون الحقيقة والحقيقة هى ان :" النجاح اختيار ".
وهنا وقفت المديرة وقالت : لقد اخترنا ان نقدم هدية لمعلمنا مدير سوق السمك . الذى اختار ان يشاركنا هذا اللقاء ". تقدمت منه وناولتة درعا لامعا على شكل سمكة وكانت العبارة السابقة مكتوبة علية بحروف زرقاء .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق