من الموت ..
تنبثق الحياة
تبدا قصتنا
وتنتهى فى فرع الشركة بعد ان دبت فيه الحياة كان الجميع يؤدون اعمالهم ويقودون
انفسهم وفرقهم فى حدود مسئولياتهم وانطلاقا من رؤاهم . وكانت مؤشرات النجاح قد
بدات تلوح فى الماكن حيث يقوم كل عامل على ادارة ذاته وقيادة فريقة فى مساحاتا
تفوقة وووضح رؤيته فتسرى حركة النجاح عبر نسيج شريانى متكامل لا نعرف من اين نبدا
والى اين ينتهى . وبينما كانت المديرة ( نوال ) تمر على مواقع الانتاج وتستشعر
نتائج الجهود المخلصة والنوايا الحسنة والثقة المتبادلة والحب الصادق ، رن هاتفها
الجوال لينقل اليها نبا نقل ( قناوى ) ، زميلها وشريكها فى التغير الى المستشفى
اثر نوبة قلبية لم تكن مفاجئة . لان ( قناوى ) الموظف المتفانى والقائد الفيلسوف
كان قد بزل جهدا خارقا فى الشهور الاخيرة وهو يجاهد مع رئيستة فى سبيل انقاذ فرع
شركتهم المتعثر . ذهب ( نوال ) الى المستشفى وكان ( قناوى ) فى الرمق الاخير ينتظر
لحظة الوداع . وكانت اخر كلماته لرئيسته وشريكته فى رحلة التغيير " "
يبدو ان تحولا جديدا سيحدث اليوم . فالتحولات لا تتوقف وعلينا دائما ان نكون
مستعدين . ولان بوادر النجاح قد لاحت فعلا فى افق شركتنا ، فاننى سارحل مرتاح
الضمير .وطلبى الوحيد هو ان تستكملى مسيرة النجاح وتواصلى التغيير ".
وتوقف القلب الكبير .
الناجح والفشل
: رحلة تبدا من الداخل
خرجت ( نوال )
يملؤها الحزن والعزيمة معا . وكانت كلمات ( قناوى ) ترن فى اذنيها وتذكرها باللحظة
التى كلفت فيها بالانتقال من القاهرة الى الاسكندرية لتصفية فرع الشركة فى
العامرية ، بعد ان اصبح الفرع عبئا ماليا ونفسيا على الشركة والادارة والعاملين .
عندما وصلت (
نوال 9 الى الفرع لم تجد الا انهيارا كاملافى كل الاقسام . ما عدا قسم الصيانة
الذى تميز كل افرادة بالنظام والانضباط والحماس . عندما دخلت مكتبها وجدت الاستاذ
محمود مساعد المدير فى انتظارها للترحيب بها واحاطتها بما يدور فى الشركة واسباب
انهيارها . وكان محمود يرىان سبب الفشل هو ( قناوى ) . ذلك " الصعيدى "
الذى كان دائم الاعتراض على سياسات واساليب العمل فى الشركة والمطالبة بالتغيير
المستمر .
لم تكن ( نوال
) قد عرفت بعد ان ( قناوى ) هو رئيس قسم الصيانة ، الادراة الوحيدة الناجحة فى
الفرع ، لان ( قناوى ) هو رئيس قسم الصيانة ، الادارة الوحيدة الناجحة فى الفرع ،
لان ( قناوى ) كان يزور احد العملاء عندما زارت قسم الصيانه . لكنها كانت تتسائل
عن اسباب نجاح هذا القسم وسط مظاهر الفشل الزريع . لم تعلق الرئيسة على وجهة نظر
محمود لانها تدرك انه لايمكن لشخص ان يكون مسئولا بمفرده عن فشل الفرع . ولانه لا
يمكن اعفاء محمود من المسئوليه بصفته نائب مدير الفرع .
لكنها بدات
تفكر بمستقبل مئات العاملين الذين يهددهم اغلاق الفرع وتتسائل عما اذا كان هناك
مخرج او منفذ للنجاة . وهذا تساؤل لم يطرحة احد من اعضاء مجلس ادارة الشركة فى
القاهرة . كما لم يتوقعة احد من العاملين بالفرع . لكنها لم تخف حقيقة مهمتها
بتصفية الفرع بناء على توجيهات مجلس الادارة ، وذلك لان عدم اغلاق هذا الفرع
الخاسر كان يهدد بافلاس كل الشركة . لكنها لاحظت ان العاملين فى هذا الفرع لا
يختلفون فى مهاراتهم وقدراتهم عن العاملين فى الفروع الاخرى . مما يحصر المشكلة
بصفة اساسية فى ضعف الادارة وغياب القيادة . وتذكرت مقولة نابليون : " انه
لايمكن لمستوى اى مؤسسة – عسكرية كانت او مدنية – ان يرتفع فوق مستوى القائمين على
قيادتها ".
يظهر الاستاذ
حينما يكون التلميذ مستعدا
فى المساء
استقلت المديرة ( نوال ) عربة الشركة الى مدينة الاسكندرية وطلبت من سائقها ان
ينتظرها بالقرب من محطة الرمل . ذهبت الى الكورنيش تستنشق هواء البحر وتفكر فى
مخرج من هذا المازق . لم يساورها شك فى ان البديل الافضل هو استمرار الفرع . وعندما
تعبت ( نوال ) من المشى ، دخلت مقهى مزدحما بالجالسين والواقفين . فاستاذنت شخصا
كان جالسا بمفردة يقرا كتابا صغيرا وملونا عن فطرة وسلوك الحيوان . وسرعان مادار
بينها وبين جليسها حوار مثير . فقد جمعتهما الوحدة وعمق رغبتهما فى الحوار ذلك
التحفز الثائر وذاك السؤال الحائر عن المستقبل . فعندما تصطدم قرارتنا مع قيمنا .
ونفكر فى العمل والناس معا ، يصبح البحث عن الحقيقة مؤلما ، وتاخذ كل كلمة نسمعها
، وكل عبارة ننطقها معنى جديدا .
كان جليسها فى
سن المعاش او قاربة كثيرا . فبدات تسالة عن الاسكندرية واهلها وشركاتها ومستقبلها
، فتجىء ردوده مضمخة بالاسى . عرفت انه فقد زوجتة وابنه الوحيد فى حادث سيارة فى
العامرية ، وانه على وشك ان يفقد عمله ومصدر دخلة الوحيد . وانه يفكر فى العودة
الى الصعيد . وزاد لقاء الجليسين الحائرين حوراهما بساطة والفة ومودة . فاصبحت
اسئلة ( نوال ) اكثر اختراقا وتلقائية ، وصارت ايجابات جليسها اكثر وضوحا وموضوعية
. وعندما سالته عن مكان عملة ، اثارت اجابته دهشتها وفرحها . فقد قادتها المصادفة
لتجلس مع ( قناوى ) رئيس قسم الصيانه فى الشركة التى جاءت لتصفيتها .
سالته ( نوال
) : لماذا الاسى وانت لن تفصل وحدك من العمل ؟ فقال لها ان محمود بك نائب المدير
اخبرة انه سيفصل من العمل على يدى المديرة الجديدة او ( المراة الحديدية ) كما
اطلقوا عليها ، قبل الاغلاق بسبب سنة وظروف مرضة . ولم تكن ( نوال ) حتى هذة
اللحظة افصحت عن شخصيتها .
قالت ( نوال )
: ساخبرك من اكون رغم انك لم تسالنى . انا المراة الحديدية القادمة من الادارة
المركزية لتصفية فرع شركتكم . وعندما لمعت عينا ( قناوى ) من الذهول وتلعثم لسانة
وارتعشت اصابعه ، اضافت ( نوال ) : لكننى لم اتوعد احدا بالفصل ، ولن يفصل احد قبل
التصفية النهائية . بل اننى ابحث عن بديل للتصفية وكنت اريد مقابلتك كى اعرف سر
نجاح ادارتك فى قسم الصيانه . تماسك ( قناوى ) ورد قائلا : كل شىء ممكن لو اتيح
لنا الوقت الكافى ، ولكننى اعتقد ان الاوان قد فات .
قالت ( نوال )
: لنكن متفائلين ، خاصة انه لم يعد لنا ما نخسره . فعندما يبلغ الانسان الواعى
اعلى مراتب الياس ، فان بوادر الامل تعود وتصحو فى روحه من جديد .
قال ( قناوى )
: عندما قات هذا الكتاب عن فطرة الحيوانات ، تذكرت قصصا رواها لى جدى عن اسلوب فى
العمل وطريقة قديمة لعمل الفرق وتحفيز العاملين ، تسمى ( هيلا هوب ). واعتقد ان
عمالنا بسطاء وطيبون وقد تجدى معهم هذة الطريقة نفعا .
كانت ( نوال )
المديرة الناجحة بشخصيتها القوية ورؤيتها المستقبلية تدرك ان الادارة ليست شعارات
ونظريات . وكان يخالجها احساس عميق بان الوصفة الادارية ارتقت بقسم الصيانة يمكن
ان تنهض بباقى اقسام الشركة . وكانت واثقة انها ستنجح فى اقناع مجلس الادارة
بمنحها مزيدا من الوقت لتحديد مستقبل الفرع. وفى هذة اللحظة قررت ان تتعلم طريقة (
الهيلا هوب ) وتحاول تطبيقها فى الشركة . فاتفقت مع ( قناوى ) على متابعة الحوار .
فى صباح اليوم
التالى ذهب ( نوال ) الى مكتبها فى ساعة مبكرة لتجد ولأول مرة السكرتارية فى
انتظارها . توجهت ( نوال ) بعد ذلك الى قسم الصيانة وازدادت دهشتها جينما وجدت
الجميع مشغولين تغمرهم الحيوية ويملؤهم الحماس وتفيض علاقاتهم بالمرح والتعاون
والحب والشفافية ، وتتصف انشطتهم بالعمة والانضباط والهدوء والموضوعية ، رغم ان
رئيسهم ( قناوى ) لم يكن قد وصل بعد .
عادت ( نوال )
الى مكتبها تفكر فيما يمكن ان يميز العاملين فى الصيانة عن زملائهم فى الاقسام
الاخرى . واذا ( بقناوى ) يطرق الباب وتجدها ( نوال ) فرصة سانحة لاستكمال الحديث
عن اليات ( هيلا هوب ). الا ان ( قناوى ) اعتذر عن صعوبة الحديث اثناء يوم العمل ،
واقترح عليها ان يجرى الحوار فى مزرعة احد يلدياته على الطريق الصحراوى وعلى مسافة
عشرين كيلو مترا من العامرية . وقال لها ان حوارهما سيكون على الغذاء فى تلك
المزرعة لانه يريد ان يريها واحدة من طرق ( هيلا هوب ) فى العمل . وافقت ( نوال )
على الفور واتفقا ان يتحركا فى السابعة صباح الجمعة من امام استراحة الفرع .
اولا : روح
النحلة : مارس العمل الجدير بالتقدير
فى تمام
السابعة من صباح الجمعة انطلق ( قناوى ) و ( نوال ) فى طريقهما للمزرعة . وعندما
وصلا سالها ( قناوى ) ان تتفقد المزرعة ، ووعدت بالحديث عن استراتيجية النحل فى
ادارة الاعمال وعن روح الامهات فى اصلاح المؤسسات فور عودتها من جولتها . جالت
نوال فى ارجاء المزرعة وكلها حيرة من الفلسفة التى تحرك فكر قناوى ، وتساءلت :
لماذا المزرعة والمنحل والتجوال ؟ فى طريق العودة سمعت ازيزا ورات باقات الزهور
البرية تجذب النحل الذى يحط عليها بحماس لجمع الرحيق والتقاط حبوب اللقاح . لفتت
نظرها الهمة العالية والنشاط الزائد لشغالات النحل وهى تتزاحم على انجاز مهامها
دون ان تتصادم او تتداخل او تمل . ولفت نظرها ان كل شغالة تنتقل بين الزهور لجمع
اكبر كمية من الرحيق والحبوب اللقاح وكانها الوحيدة المسئولة عن اكمال كل المهمة
لمصلحة الخلية . اقتربت ( نوال ) اكثر من الزهور لتدقق النظر عن قرب ولكن بعض
الشغالات هاجمتها دفاعا عن باقى الفريق وحماية لمصدر الغذاء . وفى طريق عودتها
راودتها الامانى وبدات تتسائل لماذ لا يعمل العاملون فى الفرع بمهمة ونشاط وولاء
شغالات النحل .
وعندما جلست
فى استراحة المنحل اعتدل ( قناوى ) فى جلسته وسالها : هل تعرفين ان شغالة النحل
تموت بعد ان تلدغ الانسان او الحيوان . فهى تموت بحكمة الله سبحانه وتعالى دفاعا
عن الجماعة . فاعربت له عن امانيها بان يستلهم العاملون فى فرع الشركة هذة الحكمة
، ويدركوا روح العطاء والتضحية والفداء
الذى شاهدته بين مجموعات النحل . وهنا صاح ( قناوى ) قائلا : لقد استوعبت الدرس
الاول من دروس النجاح الثلاثة فى طريقة ( هيلا هوب ) وهو ( روح النحلة ) . لقد علمنى
جدى ان نجاح اى مؤسسة يتطلب اولا ان يتحلى كل فرد فيها ( بروح النحلة ) فى العمل .
قالت ( نوال )
: وما هو( روح النحلة ) وكيف يمكن نقلها الى روح العاملين ؟
فاجابها (
قناوى ) بسؤال : لماذا تجهد النحلة نفسها فى البحث عن الرحيق وباماكنها الاعتماد
على بقية الشغالات فى اداء المهمة ، وهى تعرف انها لن تسال عن تقصيرها ، فلا
يراقبها احد ، وليس لها مدير ؟
قالت ( نوال )
: لان للنحلة رسالة تنتظرها وهدفا يحركها ؟
رد ( قناوى )
قائلا : ولماذا تصر النحلة على تحقيق هدفهات ؟
فاجابت ( نوال
) : اعتقد لانه هدف سام يستحق التحقيق .
فاستمر (
قناوى ) فى التساؤل : اذا كان الهدف مهما ، لكماذا لم يتم تقسيمة بالتساوى على
افراد الخلية ؟
قالت ( نوال )
: لا اعرف ، ولكن ربما هو مقسم . ولك الغريب ان الشغالة لا تتقاعس عن العمل اذا
قعدتعنه زميلتها او غضبت منها ملكتها .
فقال : ان جمع
الغذاء بالنسبة لشغالة نحل العسل اكثر من مهم ، لانه ينعكس على حياة جميع افراد
الخلية ، كما ان الشغالة لا تكتفى بجمع الرحيق ، بل هى تنقل الكثير من المعلزمات
لباقى افراد المجوعة فتبلغ الشغالات الزميلات باماكن الازهار واماكن الاخطار .
قالت ( نوال )
: وهل هناك ما هو اهم من المهم ؟
قال ( قناوى )
: المهم هو الرحيق |، ولكن الاهم هو المنتج النهائى ( العسل ) وقيمته فى نظر افراد
الخلية والانسان والمجتمع . وبالقياس لا يجب ان ننظر تحت اقدامنا ويعتبر كل منا ما
يقوم بع عملا منفصلا ، بل يجب ان نستشعر هذة الوحدة فى منظومة العمل او الخدمة
النهائيه التى يقدمها الفرع لعملائة . علينا ان نؤهل كل عمالنا على استشعار هذة
الروح وادراك ما هو اكثر من المهم . المهم
بالنسبة لزملائنا هو الوظيفة والراتب ، لكن ادراك ما وراء العمل يجعلهم يعملون لما
هو وراء الراتب والوظيفة والتامينات . وحين يعيش احدنا هذا الاحساس ، سيكتسب ثقة
فى ذاته وتظهر قيمته فى العمل ولا يدخر وسعا لزيادة الانتاج ورفع مستوى الخدمات
والتعاون مع الاخرين بروح شغالة النحل .
واتفقت الرئسة
مع المرءوس على مقابلة العاملين وطرح رسالة الشركة ورسالة الفرع امامهم ومشاركتهم
فى صياغة الاهداف التى يمكن ان تنقذهم ، ومحاولة الوصول الى صيغة راسخة من القيم
التى تحفظ الرسالة من التطرف او التدهور . لكن ( نوال ) سالت ( قناوى ) : وماذا
بعد طرح الرسالة وتحديد الاهداف وتوضيح القيم ؟
وجاءت اجابة (
قناوى ) مقتضبة فقال : الدرس الثانى سيكون مع اول رياح الحماسين .
عقدت ( نوال )
لقاءات مكثفة مع رساء الاقسام . وقادت حوارات تمكن المجتمعين من بلورة مشتركة
تستهدف استشراف بديل اكثر ايجابية من تصية الفرع . وكانت دائما تبدا حواراتهما
بسرد بعض الدروس المستفادة من نموذج العمل فى مملكة النحل .
ثق فى قدراتى
لاحقق ذاتى
استدعت ( نوال
) الى مكتبها كلا من ( قناوى ) ومحمود الذى كان يرفض تصاعد دور ( قناوى ) اومحمود
الذى كان يرفض تصاعد دور ( قناوى ) فى عملية التغيير . وفى الوقت دخلت السكرتيرة
لتخبر ( نوال ) بوصول فاكس يحدد موعد اجتماع مجلس الادارة القادم فى مقر الشركة
بالقاهرة . ارتسمت ابتسامة على وجه ( نوال ) لانها رات فى هذا الاجتماع فرصة
لاقناع المجلس بتعليق قرار اغلاق الفرع الى نهاية العام المقبل .
عندما سمع (
قناوى ) هذه الاخبار . استاذن رئيسته فى اعلان هذا النبا الهام على كل العاملين ،
فقد يكون سببا لحماسهم وحافزا لصحوتهم واملا فى استقرارهم ودافعا للارتقاء بادائهم
. لم تعلق ( نوال ) وتركت الموضوع لحكمة ( قناوى ) الذى بادر بنشر الخبر فكان صداه
مدويا ، حيث اسرع كل عامل الى عمله يبحث عما يقدمة لتحقيق شرعية مطلب مديرته .
استاذن محمود
فى الانصراف ولكن ( نوال ) استوقفته وطلب منه دورا اكثر فعاليه فى بلورة
استراتيجية العمل فى المرحلة المقبلة . لم يسترح محمود لهذة اللغة التى اعتبرها
تطاولا من سيدة على رجل ، بل واعتبرها نقدا شخصيا له . سافرت ( نوال ) الى القاهرة
لتحضر الاجتماع وعادت بعد يومين واتجهت مباشرة الى الشركة . وصلت بعد موعد
الانصراف بنصف ساعة ولكنها لاحظت عدم انصراف معظم العاملين . كانت المفاجاة الكبرى
حينما ابلغت الجميع بان مبادرتها قوبلت بالتاييد وكلها ثقة فى ان قدراتهم
ومهاراتهم ورغبتهم فى تحقيق ذواتهم سوف ترتقى بمستوى الاداء فى الفرع وتنقذة من خطر
الاغلاق والتصفية .
ذهب ( نوال )
الى مكتبها لتجد ملصقا يقول : " ثق فى قدراتى وامنحنى الامل ، احقق ذاتى
واخلصك القول والعمل ".
سعدت ( نوال )
بهذا الملصق وامرت بتعليقة فى كل الطرقات ليكون احدى القيم فى المرحلة القادمة ،
حخاصة وانها تعلم ان بناء ثقافة الثقة هو اصعب مهمة تواجهها .
حضر ( قناوى )
لمقابلة الرئيسة ، وعندما هناها على اول نجاح ، قالت : ليس بعد ، فقد تمر المهلة
دون ان نحقق النجاح الكامل فيتسرع مجلس الادارة بتنفيذ قراراته السابقة .
قال ( قناوى )
: رحلة النجاح ياسيدتى تبدا من الداخل ، وقد بذرنا بوادر التفكير الايجابى فى عقول
العاملين وبدا الحماس يتقد فى قلوبهم وهذه اول واصعب محطة على طريق النجاح .
قالت ( نوال )
: اعرف انها اول محطه ، ولكن لماذا هى الاصعب ؟
قال : كان
العاملون مبرمجين على لافشل ، واظنهم تجاوزوا هذا التشكيل وبدءوا مرحلة برمجة
عكسية . وبرمجة العقل الباطن بمعتقدات الاعاقة والتواكل هى التى تهزمنا قبل ان
نبدا العمل .
قال ( نوال )
ومن اين لك بهذة الحكمة ؟
قال : رحم
الله جدى كان دائما يقول :" اللى يخاف من شىء يطلع له ".
بدات ( نوال )
تتجول فى الاقسام فلاحظت تغييرا كبيرا فى نظافتها ونظامها ورات العملين وهم يصلحون
الاعطال ويحلون المشكلات بانفسهم . وذهبت الى الورش فوجدت المهندسين والفنيين
يتعاونون فى اصلاح الالات والسيارات . فقررت ان يخرج الجميع فى رحلة الى الساحل
الشمالى ليتالفوا بعيدا عن ضغط العمل وينعموا باجازة اسبوعية تتناسب مع هذة الصحوة
التى تشبة عودة الروح .
ثانيا : طريقة
العصافير : الالتزام بتحقيق الاهداف
فى الايام
التالية ، اصاب ( نوال ) بعض الاحباط بعد ان سمعت عن مشاحنات بين العاملين ، وان
هناك تبادلا للاتهامات بتبديد بعض المعدات ، وان هناك تنافسا على بعض الاجهزة
والادوات مثل الكراسى والدفايات .
زارت ( نوال )
كل اقسام الفرع وتحاورت مع العاملين وحثتهم على ضروة الاهتمام بالعلاقات لا
بالادوات . فالعلاقات هى التى تضمن حسن استخدام الادوات والمعدات لصالح الجميع .
ذهبت ( نوال ) الى مكتبها لتجد ( قناوى ) فى انتظارها متسائلا عن سبب كثرة تجوالها
، فاثنى ( قنازى ) على دوام اتصالها بالعاملين ولم يبد عليه اى قلق ، بل قال : هذة
كلها مؤشرات على التغيير الداخلى .
وتساءلت (
نوال ) : وكيف ذلك؟
فقال : ان
المشاركة فى الاحساس باهمية العمل ورؤية اهدافه وتبنى قيمة قد تحققت . ولكن لازال
الجميع يعانون من برمجة مجتمع الندرة الذى يدفع الى المنافسه الشرية احيانا والسطو
والعنف احيانا اخرى .
قالت : وما هو
الحل يافيلسوف ، نحن نتحرك خطوة للامام وخطوتين للوراء ؟ قال ( قناوى ) : اعرف انه
مازال امامنا الكثير ، ولكن الحل ببساطه هو ان تنتقل من طريقة ( روح النحلة ) او
المشاركة الى ( طريقة العصافير )فى التركيز والالتزام .
سالته ( نوال
) : وما هى هذة الطريقة الجديدة ؟ الم يحن الوقت للافصاح عنها ؟
قال : سنواصل
حورانا فى الطريق هيا بنا الى وادى النطرون .
وبالقرب من
واحة كثيرة الاشجار جلست ( نوال ) و ( قناوى ) فى غابة صغيرة ولكنها كثيفة ، وبدا
( قناوى ) يشرح الكيفية التى نعيش بها العصافير . توقف ( قناوى ) لبعض الوقت وقال
: هناك عاصفة رملية تتجة نحونا .
قالت ( نوال )
: وكيف عرفت ؟
قال : لقد
بدات العصافير تغادر اعشاشها بانزعاج وعشوائية .
قالت : ولماذا
الانزعاج ؟
قال "
الصافير شمت رائحة العاصفة وهى تعرف ان العواصف قد تودى باعشائها وقد تؤذى بيضها
وصغارها . وبالفعل كانت العاصفة قوية وتناثرت على اثرها الكثير من الاعشاش ، فطارت
العصافير بعيدا وظلت تراقب عن كثب الى ان هدات العاصفة .
طلب ( قناوى )
من ( نوال ) ان تلاحظ سيمفونيةالبحث عن الصغار واعادة بناء الاعشاش ، وهمس فى
اذنها قائلا L
روح النحلة ) تعنى المشاركة فى الاحساس باهمية العمل واستشراف اهدافه والتمسك
بقيمة ، اما ( طريقة العصافير ) فتعنى الالتزام بتحقيق الاهداف على ارض الواقع اى
التحول من المشاركة الفكرية والوجدانية الى الالتزام بالتنفيذ . علينا ان نتعلم
كيف يكون الالتزما ، وكيف يتعاون الافراد فى تحقيق الاهداف على ( طريقة العصافير ). استغرقت ( نوال ) فى
المشاهدة واندهشت لان عملية البناء لم تسبقها اجتماعات الرثاء والخطب العصماء
والشعارات الجوفاء . عرف كل عصفور مهمته واداها على الفور دون ان ينتظر الاوامر
والارشادات والتوجيهات والمذكرات الى اخر هذة الامور التى تستنزف طاقة الانسان فى
شرح البديهيات . ولاحظت ايضا ان كل عصفور يؤدى مهمته دون اشراف او رقابه من عصفور
اخر .
وهنا همست (
نوال ) فى اذن ( قناوى ) : واين الريس ياريس ؟
قال ( قناوى )
ضاحكا : الريس فى الداخل ياريسة ، فهو الالتزام .
فقالت : ومن
اين ياتى الاحساس بالالتزام ؟
قال : من (
روح النحلة ) طبعا ، فالعمل اكثر من مهم ، والهدف واضح والقيم راسخة فى وجدان
الجميع . القيم هى التى تقود عمل العصافير ، فهل يعقل ان يرى انسان حريقا فى منزلة
ويقف متفرجا او يفوض غيرة فى القيام بالاطفاء او يعقد اجتماعا مع البواب لاعداد
مذكرة بضرورة اخلاء المكان ؟! ( القيادة ياريسة تخلو من المريسة ).
قالت ( نوال )
: هذا يعنى ان المرحلة القاجمة تحتم تنازل قيادات الفرع من مفاتيح التحكم الزائدة
وادوات الرقابة الثقيلة . ثم تابعت العصافير . ولفتت نظر ( قناوى ) الى ان بين
العصافير احتراما متبادلا للرغبات فلا يوجد اعتداء على حقوق الاخرين داخل المجموعة
الواحدة او خارجها ، ولا يخفى احد العصافير مصادرة عن الاخرين .
المشاركة
وطريق الالتزام
فى رحلة
العودة قالت ( نوال ) : اعتقد ان هناك ضرورة ملحة لعقد اجتماع مع رؤساء القطاعات
ورؤساء الاقسام لمناقشة ما يجب اتخاذة لتحرير طاقات العاملين وتخفيف قبضة المديرين
.
وافقها (
قناوى ) الراى ، ولكنه اقترح ان يكون ذلك بعد التاكد من استيعاب الجميع لروح النحل
والاطمئنان على فهم لرسالة الفرع ومشاركتهم فى اهدافه وقيمة .
توالت الايام
وبدات الادارة المرئية والادارة بالرؤية والادارة على المكشوف تاخذ طريقها . تحسنت
العلاقة بين الجهازين الادارى والتنفيذى وخلت الاتصالات من مظاهر الشك والخوف
والعنف . كان هذا التحول مصدرا لسعادة كل العاملين واستمتاعهم باعمالهم . ورغم
ارتفاع الانتاجية الا انها لم تصل بعد الى المستوى الذى يتناسب مع الثروات المادية
والبشرية المتاحة للفرع . تعلمت ( نوال ) الصبر من ( قناوى ) ، وتعلمت قانون
الحصاد الذى يقول " " اذا اردت ان تحصد فيجب ان تزرع واذا زرعت فيجب ان
ترعى النباتات حتى يحين قطافها . يمكنك الاسراع بالحصاد احيانا ، لكننا نجنى ثمارا
لم تنضج ، كما لا يمكن اختصار زمن النمو الى الصفر فنزرع ونحصد فى ان واحد ".
مرت الاسام
والمشاركة تزداد والعمل يسير على قدم وساق . والسعادة ترفرف على الجميع مع انتشار
نبا استقالة ( او اقالة ) محمود . لقد تبلور مفهوم رسالة الفرع وقيمة واهدافة فى
اذهان العاملين ، وان الاوان لمناقشة اليات تطبيق ذلك على انشطة الفرع وعلاقاته .
وبينما كانت ( نوال ) غارقة فى سؤال اليوم وكل يوم ( وماذا بعد ؟) دخلت السكرتيرة
تذكرها بموعد الاجتماع .
المشاركة
والاستشراف على طريق الالتزام والاستقدام
بدات ( نوال )
الاجتماع وطلبت من ( قناوى ) و ( حسن ) مشاركتها المنصة ، ثم قالت :
هل لديكم
اعتراض على ان يكون الاستاذ حسن امينا لاجتماعتنا ؟ لم يعترض احد ، فقالت : وهل
لديكم اى ملاحظات ؟
طلبت الاستاذة
اميمة رئيسة قسم الخدمات الكلمة ،وقالت : انا مكلفة من الجميع بان اشكر السيدة
المديرة على كل قرارتها التى طالما انتظرها العاملون ، ونيابة عن ارسرة الفرع ابلغ
سيادتها بتاييدينا لها بقلوبنا وعقولنا وسواعدنا .
شكرتها ( نوال
) وشكرت الحاضرين وقالت : لهذا فنحن مجتمعون اليوم ، لان القائد فى مفهومى هو
الخادم وقد جئت فعلا لاسهر على خدمة هذا الفرع . لدى الرؤية الواضحة ولديكم كل
مقومات استقدامها . واليوم سوف نتحدث عن استقدام او صناعة المستقبل وهى المرحلة
التالية لاستشرافه .
لديكم الان
الرؤية المشتركة للاهداف ، ومعنى هذا اننا جميعا نتمتع بقوة الاستشراف .
تحدثنا سابقا
عن العمل ( بروح النحلة ) ، ولم نتطرق للاسلوب الادارى الذى يهيىء مناخا مناسبا
لانماء هذا الروح وصيانته . واستاذنكم ان يقوم السيد النائب ، واشارت الى ( قناوى
) ، بشرح فلسفة العصافير فى ادارة وتنفيذ اعمال البناء . ان المدقق فى اسرار نجاح
من يعمل ( بروح النحلة ) و ( طريقة العصافير ) يجدها بمثابة الشرارة التى تبحث عن
الوقود اللازم لتواصل الاشتعال . هذا الوقود هو التقدير الذى يجىء على شكل ( هدية
الاوز ) ، وهذا هو السر الاخير لنجاح المؤسسات الذى سنتعلمة من الاستاذ ( قناوى ).
وبعد ذلك نتحاور للوصول الى معرفة مشتركة لمفاتيح هذا السر تمهيدا لاستخدامها فى
تحقيق نجاح مشترك . ثم طلبت من كل رئيس قسم ان يجتمع بالعاملين لمدة خمسة عشر
دقيقة صباح كل يوم للتعرف على الانجازات والخطط وحل المشكلات .
ثالثا : هدية
الاوز
غادر الجميع
القاعة وكلهم رغبة فى تحدى الزمان للاسراع بعمليات الاصلاح وتحدى المكان لاعادة
هندستة ليس على مستوى الادوات والكعدات فقط ، بل وعلى مستوى فكر ومشاعر الافراد
ايضا . ذهبت ( نوال ) الى مكتبها وبعد قليل حضر ( قناوى ) الى المكتب وقال : اقترب
موعد الاوز، وموعدنا الاسبوع القادم . دب النشاط فى الفرع ، وبدات لقاءات القادة
بالعاملين تؤتى اكلها وبدات الحواجز النفسية والمعرفية بين الادارة والموظفين
تتساقط ، وبدا لافرع وكانه حوض للسمك : الرؤية فيه واضحة : رؤية الان للغد ، ورؤية
الذات للكل ، وذلك هو المعنى الحقيقى للرؤية المشتركة ، فهى رؤية تنفذ الى الاعماق
. وتوالت النجاحات.
فى الاسبوع
التالى اصطحب ( قناوى ) ( نوال ) الى جزيرة فى النيل بالقرب من الطريق الزراعى ،
وكان فى صحبتهما حسن ابن عم ( قناوى ) الذى يملك كوخا صغيرا فى الجزيرة . وفى
طريقهم الى الى المكان قصت ( نوال ) على ( قناوى ) تفاصيل اجتماع الادارة الاخير ،
حينما استقبلها رئيس المجلس بمزيد من الحفاوة والود والترحاب وقدم لها شيكا بمبلغ
مائة الف جنية حوافز للعاملين . واثنى الجميع على سياسة الاصلاح والتغيير التى
يشهدها الفرع .
واثناء التقدم
الى الجزيرة ، اذا بسرب من الاوز يطير فى مدارات محاولا الهبوط فى الحقول . سالت (
نوال ) عما اذا كان هذا السرب من الاوز هو الذى يحمل هدية الى الفرع .
رد ( قناوى )
وقال نعم الا تشعرين بحماس السرب على المستوى الفردى والجماعى ؟
قالت ( نوال )
: لا افهم . ماذا تقصد بحماس الاوز .. انا اسمع ضوضاء ولا افهم لماذا كل هذة
الاصوات .
رد ( قناوى )
قائلا : هذة ليست ضوضاء ، ولكنها اصوات لها معنى وهدف واضح ، فماذا يكون هذا الهدف
، هى اصوات تخذيرية من خطر ما ؟
ردت ( نوال )
وقالت ، لااعتقد ذلك . يصدر افراد سرب الاوز هذة الاصواتوهو فى عنان السماء وبعيدا
عن كل مصادر الاذى . ولكن من المؤكد ان هذة الاصوات هى وسيلة اتصال لتبليغ رسالة
ما .
سالها ( قناوى
) : وماذا تكون هذة الرسالة اذن ؟
فقالت ( نوال
) : اتكون هذة الاصوات هى فولكولور الاوز الذى يشارك الافراد فى ترديدة لاشعال
مشاعر الحماس على طريقة ( الهيلا هوب ) .
قال ( قناوى )
: انت على حق فيما قلت ، فهذة الاصوات تحمل رسالة ثلاثية الهدف : الاول للتحية
والتشجيع ، والثانى للتهنئة على التقدم ، والثالث لاشعال الحماس بين الافراد
لمواصلة رحلة التقدم . ولعلك تعلمين ان الحماس – مثلة مثل كل المشاعر الانسانية -
- معد ، خاصة اذا تم التعبير عنه بلغة مشتركة وبصوت مسموع .
بعد تناول
الشاى هلت افواج من الاوز وخرج ( قناوى ) و ( نوال ) من الكوخ وبحثا عن مكان مناسب
للرؤية . جلس الاثنان فى انتظار هدية او محاضرة الاوز . كانت ( لنوال ) بعض
الملاحظات الهامة التى همست بها ( لقناوى ) .
مفادها ان
هناك قائد مهمتة الرئيسية هى تحديد اتجاة الحركة وقيادة السرب ويرى ان مهمة
الاستشراف اهم بكثير من مهمة الاشراف فلا ينشغل كثيرا بتفاصيل الحركة .
قال ( قناوى )
: هذا صحيح ولكن لاحظى ان القائد يعود احيانا الى صفوف التابعين ، ويتولى قائد اخر
عجلة القيادة .
قالت ( نوال )
: نعم هذة ملاحظة متكررة ، وكانهم يتبادلون الادوار القيادية ، والجميل فى الامر
انه ليست هناك مظاهر تملق وتاييد للقيادة الجديدة ولعنات وكلمات للاستنكار
والتنديد بالقيادة القديمة . الاهم من هذا ان الافراد فى السرب يحيون القائد
السابق كما يحيون القائد اللاحق .
علق ( قناوى )
قائلا : لقد بدات تتحدثين لغة جدى عبد الرحيم الكبير .
قالت ( نوال )
: ذكرت لى من قبل ان ( الهيلاهوب ) وكذلك تحية الاوز يخضعان لمعادلة واحدة اسميتها
معادلة التحفيز .
رد ( قناوى )
قائلا : تقصدين معادلة الحماس .وبالطبع فانت على حق فالحماس هو احد المشاعر
المترتبة على التحفيز . الواقع انها معادلة الطاقة لاينشتين التى قمت على تحوير
مدلولات مكوناتها لتصف الحماس . دعينى اكتب لك هذة المعادلة حتى تعرفى المقصود
بالتحوير . وكتب ( قناوى ) : E= Cm2
ثم قدم المعنى
الادارى
لمكونات
المعادلة السابقة
وذلك على
النحو التالى
Enthusiasm= Mission * Cash and Congratulations
الحماس =
اهمية الرسالة واحساس العاملين بقيمتها * التقدير والتقدير المعنوى
هدية الاوز
لمهندسى التغيير
توجهت ( نوال
) الى الاسكندرية فى اليوم التالى ، وعندما وصلت مكتبها اخبرتها السكرتيرة ان
المحافظ يريد لقاءها . ذهبت المديرة للقاء السيد المحافظ الذى رحب بها وشكرها على
كل الجهود المبذولة لانقاذ الفرع من الانهيار . اضاف المحافظ قائلا :
ان المحافظه
حريصة على استمرار العمل بالفرع وذلك للتعاون الوثيق بيننا من ناحية ولمسؤليتنا
الوطنية فى الحفاظ على فرص العمل ومحاربة البطالة من ناحية اخرى . سال المحافظ على
صحة ( قناوى ) واثنى على وفائة وانتمائة واخلاصة فى كل ما يقوم به من اعمال .
واضاف قائلا : ان المحافظة تقوم على تكريم بعض القيادات فى عيدها القومى ، وقد رشح
( قناوى ) ، وهو كما تعرفين يعمل متطوعا فى لجنة خدمة البيئة والمجتمع فى المحافظة
، سيادتك والسيد رئيس مجلس ادارة شركتكم ضمن الشخصيات التى سوف تكرمها المحافظة
هذا العام . فطلبت منه ( نوال ) اضافة اسم ( قناوى ) ضمن المكرمين فوافق المحافظ
على الفور ، فشكرتة وودعتهورجعت الى الاستراحة .
فى صباح اليوم
التالى ، انتشر نبا لقاء ( نوال ) بالمحافظ فى كل ارجاء الفرع . احس العاملون ان
مصيرهم فى يد امينة ، وان احلام المديرة واحلامهم تتحقق ، وانهم يستطيعون ان
يرفعوا رؤوسهم عالية ليفاخروا برسالة الفرع وخدماته . ذلك هو العائد السيكولوجى
للتحفيز المعنوى ، حيث الاساس بملكية النصر والمشاركة فى تحقيقة .
وبعد بضعة
ايام والشركة تحتفل بنجاع فرعها ، والفرع يستعد للقاء التكريم المرتقب ، وصل الخبر
الذى احزن الجميع يقدر ما زاد فى حماسهم . ( قناوى ) دخل غرفة الانعاش بعد ان ادى
دوره وساعد رئيسته وزملاءه وبلدة ، وساهم بفكرة وجهدة وقصصة فى انقاذ شركته من
الافلاس وانقاذ زملائه من البطالة . ثم جاء الخبر الاخير " ( قناوى ) فى ذمة
الله .
افاقت ( نوال
) من افكارها والسائق يفتتح لها باب السيارة عند وصولها للفرع ، بعد ان ودع الالاف
فى محافظة الاسكندرية يتقدمهم المحافظ ورئيس مجلس الادارة ،( قناوى ) فى رحلتة
الاخيرة لتنتهى قصة وتبدا قصة اخرى . وكانت كلماته الاخيرة ترن فى اذان ( الريسة )
:
" ويبدو
ان تحولا جديدا سيحدث اليوم . فالتحولات لا تتوقف وعلينا دائما ان نكون مستعدين .
ولان بوادر النجاح قد لاحت فعلا فى افق شركتنا ، فاننى سارحل وانا مرتاح الضمير .
وطلبى الوحيد هو ان تستكملوا مسيرة النجاح وتواصلوا التغيير ".
قالت ( نوال )
: لنفسها والدموع تتساقط من عينيها ، نعم .. توقف القلب الكبير كما قال الاطباء ،
ولكن نبضة ما زال يسرى فى عروق الفرع .
فى اليوم
التالى امرت ( الريسة ) بتعليق عبارة قناوى الاخيرة فى كل ارجاء الفرع .
فبدا الجميع
يقرؤونها صباحا ومساء .. ويبتسمون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق