آخر الأخبار

الاثنين، 21 ديسمبر 2015

جواد بلا فارس- ( ليس مهما ان تقود حصانك على الماء .. المهم ان تجعلة يشرب )



كانت تلك هى المرة الاولى التى يقوم فيها الصبى باعمال والده .فالوالد يعشق العمل ولا يطلب المساعدة ابدا . ولكنة مرض واصبح طريق الفراش . ولم يجد من يعتمد علية سوى ولدة الوحيد . فقد حل الشتاء ، والمطر على الابواب . ولا بد من حرث الارض وبذر البذور قبل الموسم .
بدا الاستعجال واضحا على الصبى وهو يحث خطاة نحو الاسطبل ليخرك الجواد الجددي الذى اشتراة والدة لحرث المزرعة ، احس الفتى بمزيج غريب من الفرح والفخر ، حين امسك بلجام الجواد والجواد لايتحرك من مكانه .
اختار الفتى ، فهو لم يكن يعرف الكثير عن الجياد . ولكنخ لمح فى احد اركان الاسطبل سوطا ممدودا ، فقرر ان يستخدمة لاجبار الجواد على الحركة . امسك بالسوط واتخذ مكانه خلف الجواد وضربة كى يتحرك خارج الاسطبل ، وبالفعل تحرك الجواد خارجا .
اتى الصبى بالمحراث وشدة الى الجواد . ثم جذب اللجام وسار متجها الى المزرعة . لكن الجواد تسمر فى الارض مرة اخرى رافضا الحركة . امسك الصبى بالسوط وضرب الجواد مرة اخرى . وبدا الصبى يسوط الجواد ويصرخ ، والحصان يصهل ويرفض الحركة .
كان الاب يرقد متعبا على السرير ، فاستيقظ عندما سمع الجلبة ، وتحامل على نفسة ليطل من النافذة . وعندما راى ابنه يضرب الجواد ، والجواد يرفض الحركة نادى علية : " ماذا تفعل ؟" ، فاجاب الولد : " الحصان يرفض الحركة والعمل ".
فقال له ابوه : " كيف يرفض العمل وهو مخلوق لذلك ؟".
فقال الولد :" صدقنى  لقد رفض ان يتحرك بعد ان ربطت اليه المحراث ". فساله الولد :" وهل اسقيته الماء ؟. فاجاب الولد " هل سيشرب قبل ان يعمل ؟ ساسقية بعد العمل طبعا ".
اجابة ابوه : " وهل تملا السيارة بالوقود قبل ان تسير ام بعد ان تتوقف ؟" وانت : " هل تتناول افطارك قبل الذهاب الى العمل ام عندما تعود ؟"
سكل الولد لبرهة وعاد يجادل :" الجواد ليس سيارة ، فهو كائن حلى وليسش اله ".
فرد علية الاب : " ولهذا السبب يابنى عليك ان تعاملة بشكل افضل واكرم مما تعامل الالة . اذهب فاسقه اولا ثم خذة للعمل . فالجياد تحب ان تشرب قبل ان تعمل . هذه طبيعتها يابنى وذا لم يشعر الجواد بانك تحبه وتحافظ عليه فلن يستجيب لقيادتك ".
فلك الولد المحراث وامسك اللجام بيدية وجذب حصانه بعنف باتجاه النهر . فرفض الجواد ان يستجيب . رفع الولد السوط فى الهواء ليهوى به على الجواد فقال له والده : يابنى ما هكذا تعامل الجياد . سوف تتعب وتتعبة معك . اجذب حصانك برفق ولكن بحزم . دع عنك هذا السوط " القى الولد بالسوط بعيدا وجذب اللجام برفق ، فبدا الجواد يستجيب ويتحرك باتجاه النهر ، فاستغرب الولد ولكنه اخفى دهشته ، ومضى بالجواد نحو النهر .
عند النهر ، وجد الكثيرين يسقون جيادهم . فلم يجد مشربا لجواده ، وتحنم عليه ان ينتظر طويلا حتى دوره ليسقى جواده . لكن الجواد وقف ساكنا ولم يحن راسة ليشرب . دهش الولد ولم يدر مايفعل سوى ان يصرخ فى الجواد ليشرب ودون جدوى .
سمع الفتى صوتا يناديه من الخلف ويقول " " هيا ، اجعل جوادك يشرب ، لدينا ارض كثيرة لنحرثها ونريد ان ناخذ دورنا فى سقاية جيادنا ايضا ". فالتفت اليه الولد وقال : " ولكنه لايريد ان يشرب ، فماذا افعل . لقد تركت السوط فى البيت ".
تعالت ضحكات المزارعين وساله احدهم :" وهل تسقى جوادك بالسوط ؟ لا عجب اذن انه لايريد ان يشرب ". فتعالت الضحكات مرة اخرى . هنا قفز الولد الى الماء وامسك براس الجواد وجذبها الى الماء ولكن الجواد رفض ان يشرب . فجذبه الولد بعنف الى الماء ورفض ان يشرب ايضا .
ضج المزارعون بما يجدث ، وطلبوا من الولد ان يفسح الطريق للجياد التى ستشرب ، ويعود الى اخر الطابور ريثما يقنع حصانه بقبول الماء . لم يجد الولد بدا من الرضوخ والعودة الى الخلف .
فى الخلف راى الفتى احد المزارعين يربت على جواده ويطعمة قوالب صغيرة من السكر الابيض ، فاقترب من المزارع وساله : " هل تعلمنى كيف اجعل جوادىيطيعنى ويشرب ؟ " نظر اليه الرجل وقال : " اعرف ما تكابده مع هذا الجواد ، فقد تملكتنى فى مثل سنك نفس الحيرة ولم اتعلم كيف اتعامل مع الجباد الا .. ". ثم سكت الرجل واقترب من الولد وقال بصوت خفيض وكانه يخشى ان يسمعه احد " لم اتعلم كيف اتعامل مع الجياد الا من جنيه النهر . عليك ان تسال على جنية النهر ، فهى تعرف الكثير عن الجياد ".
اندهش الولد من كلمات المزارع وساله : " من هى جنية النهر ؟ وكيف تعرف الكثير عن الجياد ؟ فاجابة الرجل : " انت تعتقد اننى اهذى . ولكن هذا ما حدث معى بالفعل . ما عليك سوى ان تلقى قطعة نقود فى النهر ، ثمنا للنصيحة التى ستحصل عليها ن وستكلمك الجنيه وتخبرك بما عليك ان تفعلة ".
حان دور المزارع ليسقى جواده ، فانصرف عن الولد ، وسقى جواده ومضى . ظل الولد على ضفة النهر وحيدا .. فقد مضى كل المزارعين لحرث اراضيهم ، وانتصف النهار ، ولم يبق غيره مع جواده الحرن .
مرة اخرى ، اقترب الولد من الماء ليسقى الجواد ، فلاحظ شيئا يلمع بين الرمال المبتلة . انحنى الفتى ليلتقط ما وقعت عليه عيناه ، فوجد بين يديه قطعة من الذهب . فاخذها يتاملها ويتعجب لبريقها الاخاذ .
تحرك الجواد حركة مفاجئة ، فاسقط القطعة الذهبية من يد الولد الى ماء النهر . استاء الولد وصرخ " " جواد غبى " وامسك بالجواد وجره من جديد وقال : " الان ساجعلك تشرب ، او ساجعلك تغرق فتلتهمك جنية النهر ". ظ لالولد يجذب جواده ، حتى سمع صوتا من تحت الماء يقول : ما هكذا تشرب الخيول ".
فجزع الولد وتلفت حوله قائلا : " من الذى يتكلم ؟" فاجابه الصوت : " انا جنية النهر ". فاشتد فزع الولد وقال : " ارجوكى انصرفى انا اخاف منك . فلم ار جنية من قبل ". فرد علية الصوت : " كيف تخشانى وانت لم ترنى من قبل ؟ لا تخش شيئا . اعتبر نفسك فى حلم وانتهز الفرصة واسالنى عن كل ما تريد . ولا تنس انك انت الذى استدعيتنى ".
فقال الولد :" انا لم استدعك . كنت فقط اتكلم مع جوادى ".
ردت الجنيه : " انت القيت فى الماء قطعة ذهبية ، وهذا يعنى انك تريد ان تسالنى النصيحة . وانا اعرف الكثير عن مشكلتك . الا تطلب مساعدتى ؟"
دهش الولد واجاب : " وكيف تعرفين ما يشغل بالى ؟" اجابه الصوت من تحت الماء :" اقرأ أفكار كل من يدخل دود مائى . اننى اعرف افكارك وافكار جوادك ".
فسالها الولد :" فى ماذا يفكر جوادى اذن ؟"
قالت :" الجواد لا يريد العمل معك ، فهو غير سعيد ، وهو يريد ان يعود للعمل مع والدك ".
فقال الولد :" اذن فهو يرفضنى انا ولا يرفض العمل ؟"
فاجابته الجنية : " تماما ".
فسالها الولد : " وكيف اذن اقنعه بالعمل معى ؟"
اجابته الجنيه :" طبق قاعدة المعاملة بالمثل ، اذا كنت تريده ان يحل العمل معك ، فاحب انت العمل معه . اذا كنت تريده ان ينفذ ما تريده فنفذ له انت ما يريد . هذة هى نصصيحتى : المعاملة بالمثل .وهى تنطبق على كل شىء ، سواء كان حيوانا او انسانا . عندما تعامل اى شىء فى العالم باسلوم ما فانه يعاملك بنفس الاسلوب ".
قال الولد :" انا امنحه ما يريد . لقد احضرته هنا كى يشرب ، ولكنه يرفض ان يشرب كما ترين . فماذا افعل ؟ الوقت ينفذ ، وانا لم احرث الارض بعد ". ثم توجه الى الجواد : " ارجوك اشرب ".
قالت الجنيه : " لن يشرب وهو تعيس . ذلك هو حل اللغز " فسالها الولد :" اى لغز ؟"
قالت : " لغز الجواد الذى لا يريد ان يعمل الا بعد ان يشر ، ولا يريد ان يشرب الا بعد ان يشعر بالسعادة . فماذا تفعل ؟ ذلك هو اللغز ! عليك ان تفهم وتعرف ماذا يريد ".
اعترض الولد وقال :" ولكن كيف افهمه وهو لغز ؟ ان ما يريده اى جواد هو ان يشرب وياكل ويعمل "
فاجابت الجنيه : " هل هذة هى اهم الاشياء لديك : ان تشرب وتاكل وتعمل فقط ؟"
توقف الولد وفكر لبرهة ولم يجب . فسالته الجنية :" اذن ماهى اهم الاشياء لديك ؟"
ابتسم الولد وقال بهدوء : " والدى اهم شخص عندى وصحته تهمنى كثيرا . كذلك دراستى مهمة ، فانا اريد ان اكمل تعليمى واصبح مهندسا زراعيا . مزرعتنا مهمة عندى ايضا ، وانا اشعر بالقلق تجاهها الان . فانا اخشى ان تسقط الامطار قبل ان اتمكن من حرثها بهذا الجواد الغبى ".
قالت الجنيه :" لكنك لم تذكر شيئا عن الاكل والشرب والعمل. انت تكلمت عن سعادتك وامنيتك ".
فقال الولد : هذة اهم عندى من الاكل والشرب والعمل ".
فهم الولد فكرة الجنيه وقال لها : هل تقصدين ان الجواد ايضا . وقبل ان يكمل احس وكانه قد استيقظ من حلمه ، فعرف ان الجنيه لن ترد عليه ، ولدهشته وجد نفسه واقفا فى نفس المكان الذى وجد فيه العمله الذهبيه . ووجد العمله فى يده كما كانت وكانها لم تسقط فى الماء .
مد الولد يده الى الجواد وربت على جبهته وقال : " الان عرفت ماذا افعل " استمر الولد فى مداعبة الجواد وسار بمحاذاة النهر ، دون ان يجذب اللجام . سار الجواد خلفه بهدوء . حث الولد الخطى فاسرع الجواد ليلحق به . جرى الولد ضاحكا فجرى الجواد خلفه . وتوقف الولد وانحنى يغرف من مياه النهر بيديه ويرفعهما نحو فم الجواد فوجد الجواد يشرب بسرعه . انحنى الولد ومد يديه فى الماء ، فمد الجواد رقبته نحو الماء واخذ يشرب حتى ارتوى . وما نا فرغ حتى بدا نشيطا ومفعما بالحيوية . فما كان من الولد الا ان اعتلى صهوة الجواد وانطلق به نحو المزرعة .
لكن شيئا غريبا حدث . اعتاد المزارعون حرث الارض فى خطوط مستقيمة ، ولكن الجواد رفض السير فى خط مستقيم . وقبل ان يعترض الولد اسرع الجواد يجرى بسرعة مشكلا دوائر حول المزرعة . فهم الولد ما يريدة الجواد . فقد اخبره والده ان الجواد تدرب فى حلبات السباق . فما كان من الولد الا ان تركة يجرى ووراءة المحراث ، وفى نهاية كل دورة كان الولد يشد راس الجواد برفق الى الداخل كى يشكل دائرة اصغر من سابقتها . استمر الجواد فى الجرى ، واستمر الولد فى قيادته حتى حرث كل المزرعة . وكان ذلك انجازا رائعا ، فليس بمقدور جواد اخر ان يحرث كل هذة المساحة من الارض فى يوم واحد .
فى اليوم التالى ، جرى الجواد بنفس الطريقة ، وفى هذة المرة علق الولد به عربة بذر البذور ، واتمها فى نفس اليوم ايضا . عاد الولد الى البيت فرحا لانه حرث وبذر المذرعة قبل هطول الامطار ، ووجد والده قد شفى من مرضه . فاستقبلة فرحا ، وقال : " لدى مفاجاة لك " . فساله الولد ، " ماذا ؟ ماذا ؟ هيا اخبرنى ".
فاجابة الولد : " هل تتذكر القطعة الذهبيه التى وجدتها فى النهر واعطيتنى اياها بالامس ؟"
فاجاب الولد : " ومذاذا عنها ؟"
فقال والده : " اتضح ان ثمنها كبير جدا . ستتمكن من اكمال تعليمك كما كنت تريد ".
فرح الولد ، وربت على جبهة الجواد وقال مبتسما : " لولا عنادك ما حدث .. ذلك ؟.
قراءة ادارية للقصة :
1.    ظن الصبى ان الجواد لا يحب العمل ، ثم ادرك ان المشكله فيه لا فى الجواد . فهو الذى لم يستطع اخراج افضل ما فى الجواد .
2.    لا تظن دائما ان المشكلة فى الجواد ن ربما تكون المشكلة فيك . كان الجواد يتوقع منك ان تقوده ، وانت تتوقع منه ان يقودك .
3.    الموظفون لا يريدون الراتب والمكافات فقط . هم يريدون التقدير المعنوى قبل التقدير المادى ، ويريدون الوفاء قبل الماء .
4.    ظن الفتى ان هناك طريقة واحدة لحرث المزرعة ، وحاول ان يفرضها على الحصان الذى لم يكن مدربة على العمل بهذة الطريقة . الفتى يريد الحرث بخطوط مستقيمه ، والحصان يحب الركض فى دوائر . يقع فى هذا الخطا كثير من المديرين ، عندما يعتقدون ان الطريقة الصحيحة لاداء العمل هى الطريقة التى يعرفونها فقط . فعندما يفرض المديرون طريقتهم على الموظفين ، فانهم يعطلون العمل ولا ينجزونه .
5.    وثق الصبى فى كل من حوله ، لكنه لم يثق فى الجواد منذ البدايه . هكذا يفعل كثير من المديرين عندما يبحثون عن حلول لمشكلات موظفيهم ، لدى اطراف اخرى غير الموظفين انفسهم .
6.    عندما اوقع الجواد العمله الذهبية من يد الصبى فى النهر ، ظن الاخير ان الحصان اخطا وانه قام بعمل غبى . فى كثير من الاحيان يفسر المدير تصرفات الموظفين بطريقة سلبيه . فكثير من اعمال الموظفين التى تبدو غير مقبولة ، تكون اكثر فائدة مما يظن المديرون .
اذا سالت ايا من موظفيك اتريد ان تكون موظفا متميزا ام موظفا عاديا ؟ فانه سيختار ان يكون موظفا متميزا . لا احد يختار ان يكون موظفا عاديا . ومع ذلك تمتلىء كل المنظمات بالموظفين العاديين . فلماذا ؟
تخيل اسطبلا يمتلىء بالجيات التى لا تفعل شيئا سوى ان تنام وتاكل ، فلا تجر عربه او تضشارك فى سباق . يالها من طاقة مهدرة ! تلك هى شركتك التى تمتلىء بالموظفين الذين لا يقعلون شيئا . فلماذا ايضا ؟
كل جاود يحتاج الى فارس . بدون الفارس يبقى الجواد طاقة مهدرة ، بل مستهلكة ومخربة ، ولا يعطى سوى الرفت والفضلات .ولا يستطيع الفراس ان يقود جواد بالسوط وحده ، هذة حقيقة يعرفها الفرسان . تحتاج الخيول الى معاملة محترمة . فما بالك بالموظف الانسان .
هناك قول شائع يتداوله الفرسان :" يمكنك ان تقود جوادك الى الماء ، ولا يمكنك اجباره على الشرب ".على القائد / الفارس ان يتقن سقايه الجياد . كى يحول الطاقة المهدرة الى طاقة منتجه .
هل تعطش الجياد ؟
عندما يعتقد الفراس ان جواده لا يعطش ، فلن ياخذه الى الماء . ينطبق هذا على المدير الذى يعتقد ان موظفيه لا يحتاجون سوى الراتب او انهم لا يريدون العمل . فاذا سيطر عليه هذا الوهم فلن يحاول حفزهم لتجاوز المعدلات المعتاده من الانجاز ، فيظلون موظفين عاديين . وهكذا تتاكد افتراضاته فيستمر على سلبيته الاداريه ويستمر الموظفون على سلبيتهم الانتاجيه.

يبدا التغيير بتغيير الافتراضات الشخصيه ، فاذا تغير المدير العام تغير نظام العمل ، واذا تغير نظام العمل تغير العاملون . هذا هو التسلسل الصحيح للتغير ، فلا تتوقع ان يبدا التغير من الموظفين فلن تاخذ حصانك الى النهر ، الا عندما تعرف انه يعطش .
هرم ماسلو
من المؤكد انك كنت يوما ما تعتقد ان كل مايحتاجه مرؤوسك هو مكافات ماليه مجزيه تحفزهم على العمل . وعندما جربت المكافات ، وجدتها لا تكفى وظل مرؤوسوك يطالبونك باشياء اخرى غير الفلوس . ويرفعون شعار ( ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ) . وعندما اضطررت الى تغير نمطك فى القياده لتتوافق مع موظفيك . وعندما قدمت لموظفيك ما يريدون ، وجدتهم مرة اخرى يطلبون مزيدا من المكافاة الماليه . ويرفعون شعار ( ليس بالحب وحده يحيا الانسان ).
فسر لنا ( ابراهيم ماسلو  هذا اللغز عندما ابتكر ( هرم الحاجات الانسانيه ). يصور هرم ماسلو سعى الانسان لتحقيق احتياجاته . فعندما يكون بحاجة الى المال فانه يجلس اسفل ( هرم ماسلو للاحتياجات الذاتيه ). فيكون كل ما يشغل باله هو الحصول على المال ليسد احتياجاته الاساسيه من ماكل وملبس وماوى .
وعندما يحصل على ما يريد من المال ، فلا يعتبر ذلك حلا نهائيا . ولا يكف عن الشكوى ، ولكن طبيعة شكواه تتغير . فبعد ان يحصل الانسان على المال يرتقى فى هرم ماسلو الى المستويات الاعلى .فيطالب بالتقدير المعنوى . فلا تتوقع ان يتوقف مرؤوسك عن الشكوى عندما تمنحهم ما يطلبون . بل توقع ان يستمروا فى الشكوى ، لانهم سيطلبون شيئا مختلفا كل مره . فالموظفون يشتكون فى المؤسسات الصغيره من ضعف الرواتب ، ويشتكون فى المؤسسات الكبيره من ضعف العلاقات واللمسات الانسانيه .
القيادة بعقلية الفرسان
يجب ان يتحلى القائد بعقلية الفارس فى تعامله مع مرؤوسيه . وهذة اهم مهارات الفرسان فى القياده :
تاكد من ان جوادك يريد الفوز
يعمل الناس فى المؤسسات لاسباب مختلفه . منهم من يذهب للعمل ليضيع وقته فى الثرثرة . ومنهم من يحضر ليتفاخر باناقته او لانه لا يد شيئا اخر يفعله . على القائد ان يتاكد من اتفاق ارادة المرءوسين مع ارادته على دفع المؤسسة الى الفوز . التزام الموظفين بالحضور والانصراف ليس مؤشرا على التزامهم بالعمل . الالتزام بالحضور يختلف عن الالتزام بالفوز
القضاء على الملل فى العمل
عندما يبقى الموظفون فى مواقعهم فترات طويله ، يعتريهم املل . فهم يفعلون نفس اشياء ، بنفس الطريقة ويحصلون على نفس النتائج . فتصبح حياتهم فى بيئة العمل مجرد روتين يومى وهذا يضر بالروح المعنويه للموظفين .
فكيف تقضى على الملل ؟
1.    كون فرقا للابتكار والعصف الذهنى ودعم الموظفين يدرسون ويراقبون المنافسين .
2.    ضع اهدافا جديدة ومتفائلة لحفز الموظفين على بذل المزيد من الجهد .
3.    اطلب من الموظفين مقترحات لتطوير نظم العمل فى تخصصاتهم .
4.    بدل الوظائف بين الموظفين بشكل دورى .
5.    غير مكاتب الموظفين واماكنهم فى مبنى الشركة .
6.    نظم مسابقات بين الموظفين لاحسن موظف واحسن ابتكار .
تاثير التغيير
اكتشفت المديرون فى جنرالك اليكتريك قانونا عجيبا . فكلما غيروا شيئا فى مكان العمل ، تظهر اثار ايجابيه لهذا التغيير . اجروا عددا من التغييرات المتعارضة فى مصنع ( هاوثرن ) بولاية نيو جيرسى ، مثل زيادة الاضاءة بنسبة 10 % فى احد اسابيع العمل وقياس تغيرات الانتاجية . تم بعد ذلك خفض الاضاءة بنسبة معقولة مع قياس تاثير ذلك على الانتاجية . او زيادة منافذ التهوية ، ثم تقليلها فى ايام مختلفة . جاءت نتائج كل هذة التغييرات ايجابيه على انتاجية العاملين . فكان القانون الذى خرجوا به من هذة التجارب هو ان : اى تغيير مهما كان ( فى حدود المعقول ) تكون له نتائج ايجابية على الانتاجية .او زيادة منافذ التهوية ، ثم تقليلها فى ايام مختلفة . جاءت نتائج كل هذة التغييرات ايجابيه على انتاجية العاملين .فكان القانون الذى خرجوا به من هذة التجارب هو ان : اى تغير مهما كان ( فى حدود المعقول ) تكون له نتائج ايجابيه على الانتاجية . فى استقصاء اجرته مؤسسة ( جالوب ) ، وجدت ان 20 % من موظفى القطاع الخاص لا يعلمون ما هى المسئوليات الموكلة اليهم . تزيد هذة النسبة فى القطاع العام لتصل الى 35 %وقد جاءت اجابات هؤلاء بانهم اما ينتظرون من رؤسائهم اخباراهم بمسؤلياتهم . او انهم يدعون عدم وجود موارد او مخصصات ماليه او حوافز تمكنهم من القيام بوظائفهم .
اى ان هؤلاء الموظفين ينتظرون بلا عمل ريثما تتحرك الادارة ثم يتحركون هم بدورهم .
فائدة القائد للمرؤسين اكتشف رئيس معهد الموارد البشريه فى ( فارتون ) الحقيقة التالية : " من السهل على الموظفين الشعور بالانتماء نحو شخصية القائد ، بينما يصعب عليهم الشعور بالانتماء نحو الشخصية الاعتبارية للمؤسسة ". تلك هى فائدة القائد .فالقائد يسهل عللا النرؤوسين الشعور بالانتماء نحو المؤسسة . وفى غياب القائد يتعرض شعور الانتماء لكثير من الخلط والتشويش .
نفس الشىء يحدث مع الجواد . فقد اكتشف ساسة الخيل ان الجواد عندما يقفز وفارسه على ظهره يحقق ارقاما لا يستطيع تحقيقها بمفرده .
مثال :
فى ولاية ويسكنسون الامريكية ، تقوم هيئة الشرطة بمنح الضباط فى الرتبالصغرى الحق فى اخيار من يقودهم من الضباط الاعلى رتبة . فهى تعطى للضابط الحق فى طلب النقل للعمل تحت قيادة من يريد من الضباط ذوى الرتبة الاعلى . بهذا الشكل يشعر الضابط بانه اختار قائدة بمفسة دون ان يضطر للانضواء تحت لواء ضابط اعلى منه ولا يحبه .
رهائن الانفعالات
يحدث كثيرا ان تثور انفعالاتنا ويتفجر غضبنا . وفى هذة الاوقات نميل الى السيطرة وننزع نحو التصرف بعنف مع الموظفين . ونضرب عرض الحائط باعتبار مصلحة العمل ويتركز كل اهتمامنا على ان ننفذ ما نريد ، حتى لو كان خطا . فالمساله بالنسبه لنا لم تعد خطا او صواب ، بل هى مساله اختلال فلى توازن الانفعالات بداخلنا . فى هذة الحالات تصبح اعتبارات العمل والاداء والادارة والقيادة كلها رهائن للانفعالات . فكانما تستولى الانفعالات على بيئة العمل ، وترفع سلاحها فى وجه جميع الاعتبارات الاخرى لتسكتها وتنفذ هى ما تريد .
كرامة الجواد
الجواد من اكثر الحيوانات ثباتا واقلها انفعالا . الا انه ليس صبورا مثل الحمار . فارس الحصان يحتلف عن راكب الحمار . من يقود الحمار لا يضطر الى التحكم فى انفعالاته . ويمكن لقائد الحمار ان يضربه بقسوة لاقل سبب . لكنه لن يحصل منه الا على انتاجية متدينه . قائد الجواد لايستطيع ان يضرب جواده او يسىء معاملته ، لان انتاجية الجواد وقيمته لدى صاحبة عاليه . للخيل كرامه واصاله عرفتها كل الحضارات . فالجواد يمتنع عن الطعام والشراب اذا ما اساء صاحبخ معاملته .
درب نفسك قبل ان تدرب غيرك
يعتبر تدريب الجياد من اصعب المهام على الاطلاق ، فهى تتطلب قدرا كبيرا من الصبر وقوة الاحتمال . نجاح الفارس فى تدريب الجواد هو الخطوة الاولى فى توطيد العلاقة بينهما . فالجواد القادم من الطبيعة البرية يرفض ان يسيطر عليه احد وان يقوده او يعتلى صهوته احد ويحاول بكل قوته ان يسقط الفارس عن ظهرة . عندما يحاول الجواد اسقاط الفارس فانه يبلغة رساله فحواها انه اذا فشل فى الصمود فقد فشل فى قيادته، ولا حق له عليه . والفارس يعلم انه لن يفرض طريقته فى القياده على الجواد . لابد له من ان يكيف جسده مع الحركة العنيفة للجواد ، والا تكسرت اضلاعة . يستمر الحال على هذا المنوال حتى تنشا رابطة شعورية قويه بين الجواد وفارسة فيعتاد الجواد على ثقل الفارس ويعتاد الفارس على حركة الجواد .
استخدم الرابطة الشعورية
يشعر الجواد بالحالة الانفعالية للفارس . فاذا كان الجواد على وشك القفز من فوق حاجز مرتفع وشعر بان الفارس يخاف فسيتملكة الخوف هو ايضا ويصطم بالحاجز ويؤذى نفسه وفارسه . الحالة النفسية للفارس تؤثر مباشرة على اداء الجواد . ورغم ان الفارس لا يقوم بالمجهود العضلى الاساسى ، الا ان رؤيته وموقفة النفسى من قفزة الجواد تؤثر بشدة على الجواد . فاذا احس الفارس بان الجواد سيفشل فى القفز ، فانه يشعر بالخوف ، فينتقل هذا الخوف من الفارس الى اجواد عبر الرابطة الشعورية الممتدة بينهما . فيكبو الجواد ويسقط الفارس .
بالمثل اذا شعر المدير بان الموظف سيتمكن من انجاز المهام التى اوكلها له فان الموظف يمضى فى ادائة تملؤه الثقة . فتصدق توقعات رئيسة فيه . وذا شعر المدير بان الموظف عاجز عن اداء ما كلف به ، فان هذا الاحساس ينتقل الى الموظف ويضيف الى مزيدا من اسباب الفشل . فالحالة الانفعاليه تنتقل كالعدوى منك الى مرءوسيك . فبدلا من السيطرة عن طريق شد اللجام . استخدم الرابطة الشعورية بينك وبين الجواد .
يتحرك الفارس الهمام مع جواده اثناء قفز الحواجز وعندما يسير بهدوء او يجرى بقوة . فالفارس يبقى ملتصقا بجواده فترة طويله ، ويتركان كما لو كانا جسما واحدا . فاذا فشل الفارس فى تغيير حركة جسدة مع حركة جوادة فسيفشل الجواد ويكبو ويسقط الفارس . على الفارس ان يخرج اقصى ما فى الجواد من قوة اثناء الجرى واثناء القفز . وفى هذا لايحدث الا اذا توافقت حركة الفارس مع حركة الجواد .
اعط جوادك ما يريد قبل ان تحصل منه على ما تريد
تختلف اهتمامات الفارس عن اهتمامات الجواد . فالفارس يهتم بكسب منافسيه ، اما الجواد فلا يرى فى السباق الا الركض . الفارس يريد الحصول علىالجائزة الاولى . اما الجواد فلا يطمع سولى فى الحصول على قطعة السكر التى يطعمها له صاحبة كعادته اثناء التدريب . الفارس مشغول بالمنافسة والتميز اما الجواد مشغول بالاحترام والعلاقة الطيبة مع فارسة . الفارس مشغول بالمنافسة والجواد مشغول بالمشاركة . الفارس يعطى جواده ما يريد ، الحب والطاعة والعلاقة الطيبة كى يحصل منه على ما يريد : المنافسة والنصر والتميز .
ومن الخطا ان يطلب الفارس من الجواد ان يغير اهتماماته وينتقل بتركيزة من المشاركة الى المنافسة ، فينشغل بالفوز بدلا من ان ينشغل بالسكر ، لان هذا يفوق طبيعة الجواد . ومن الخطا ان يعتقد الجواد ان الفارس يجب ان يتخلى عن المنافسة ليركز فقط على حب الجواد . فهذا يخرج عن طبيعة الفارس . وهكذا تختلف طبيعة الاثنين تماما ولكنهما يتشاركان فى خوض السباق معا . وعلى كل منهما ان يحترم طبيعة الاخر وان يمنحه ما يريد ليحصل منه على ما يريد . وهكذا تكتمل دورة الاخذ والعطاء وتستمر . وتبدا دورة الاخذ والعطاء من الفارس اولا ، لان مسئولية الجواد هى ان يدفع بدورة الاخذ والعطاء الى الخطوة الثانية دائما . فهو لا يبداها ابدا .
فاذا اعطى المدير موظفية ما يريدون فانه سيحصل منهم على ما يريد وعلى القائد دائما ان يبدا هو بالعطاء قبل ان ياخذ من مرءوسيه .
لا تهمل مكافات الجياد اذا اهملت مكافاة جوادك فى نهاية كل سباق او تدريب فان اداءة سيتدهور ولن يشعر بالسعادة فى العمل يجب ان يتوقف الفارس خلال السباقات او المعارك بين الحين والاخر وليمنح جواده قطع السكر التى يحبها .
فى غمرة العمل كثيرا ما يهمل المديرون منح الموظفين المتميزين المكافات عن ادائهم وهذا التصرف يجعل الموظف المتميز يتحول تدريجيا الى موظف عادى وفى المقابل احذر  ان تغدق المكافاة على من لايستحقونها فهذا ايضا له تاثير سلبى على ثقافة الاداء .
سر اهمال المكافاة ليس بخل المديرين كما يعتقد الموظفون بل هى عجز المديرين عن بلورة استراتيجية واضحة للمكافات فهم يمنحون المكافات كيفيما اتفق بالمصادفة .
لوضع نظام فعال للمكافات عليك باتباع الخطوات التاية :
1-  حدد السلوك والنتائج التى تريد تشجيعها فى المؤسسة والتى يجب منح المكافات عليها  مثال
فى احدى الشركات التى تنتج برمجيات الكمبيوتر كانت الشركة تمنح مكافات كبيرة للمهندسين الذى يتمكنون من معالجة الاخطاء التى تظهر فى البرمجيات الجديدة وكانت تهمل منح مكافات على تطوير البرمجيات الجديدة نفسها فما كان من المهندسين الا ان اصدروا برمجيات مليئة بالاخطاء Bugs وظلوا يطورونها كى يحصلوا على مكافات تصحيح الاخطاء .
2-  لا تمنح مكافات بناء على اعتبارات لا تتعلق بالعمل كمزاجك الخاص او تحيزاتك الشخصية .
3-  لا تتوقف : يبدا كثير من المديرين حركة ثورية فى منح المكافات لا تلبث ان تختفى بعد ايام فيختفى اثرها من بيئة العمل . اجعل المكافاة رمزا دائما لاعتراف المؤسسة بجميل الموظفين الدائم عليها .
4-  اجعل الجزاء من نوع العمل . امنح الموظف نسبة او عمولة عن كل صفقة يبرمها .
5-  امنح المكافاة للموظف بنفسك : لا تفوض مهمة منح المكافاة لاحد ولا حتى للمدير التنفيذى او المالى اكسب ولاء الموظفين لك وللمؤسسة وليس لمديرى الوسط – فهؤلاء يجب ان يخضعوا ايضا لنفس نظام المكافات .
6-  عجل بالمكافاة : اعط الاجير اجرة قبل ان يجف عرقة لا تؤخر المكافات لان قسم الحسابات لم يحسبها بعد او لان المدير المالى غائب عجل بالمكافاة فحتى لو ظهرت بعض الاخطاء فى الحسابات فسيمكنك تصحيحها اما المشاعر السلبية المتولدة عن تاخير المكافاة فلا يمكنن تصحيحها .
7-  نوع المكافات : لاتمنح مكافاة واجدة لجميع الموظفين غير المكافاة تبعا لطبيعة العمل الذى تمنح المكافاة من اجله ضع قيمة مختلفة لكل عمل .
8-  احتفل بمن تكافئة : لا تمنح الموظف مكافاة ثم تهمله اجعل الموظف يشعر بانه البطل الذى حطم الرقم القياسى حتى ياتى غيره ويحطمة .
9-  اعتذر عن الاخطاء : اعترف اذا ما اهملت من يستحق المكافاة من الموظفين . لاتكابر فى الدفاع عن رايك او مداراة خطاك ابتعد عن العناد فلا احد يعاند الجياد .
10-                     علم الموظفين كيف يفوزون ويكافاون : وضح للموظف كيف يمكنة ان يفوز هو بالمكافاة لو تصرف بشكل اخر .ارصد مكافاة لنتائج الاعمال التى تريد من الموظف ان ينجزها على خير وجه .
11-                     اعلن سبب المكافاة على الملا : اخبر الموظفين لماذا حصل هذا الزميل على المكافاة دون غيره . يجب ان يكون سبب المكافاة مدعاة للفخر ، وليس مبررا للخوف من ان يسىء بقية الموظفين فقهم مقصدك . ولهذا يفضل ان تشرك غيرك فى قرار منح المكافاة .
12-                     لا يجب ان تكون المكافاة باهظة : لا تظن انك مضطر الى منح الموظفين مكافات مرتفعة . فكثيرا ما يحجم المديرون عن منح المكافات لانهم يعتقدون انها تزيد المصروفات . ضع نظاما مرنا يضم انواعا مختلفة من المكافات . يمكنك مثلا منح الموظف يوم اجازة اضافى او قلم حبر او احد منتجات الشركة او اعفاؤة من خصم سبق ان وقع عليه .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق