اندلعت حرب إعلامية ساخنة بين المغرب ومصر، دارت رحاها على المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي. وذلك على خلفية التوتر الذي حدث بين البلدين، عقب بث التلفزيون الرسمي في المغرب تقارير إخبارية تصف الرئيس عبد الفتاح السيسي بقائد الانقلاب.
وبلغت الحرب المندلعة بين إعلاميي البلدين ذروتها بعدما قام قراصنة مغاربة، يطلقون على أنفسهم لقب "قوات الردع المغربية"، باختراق موقع جريدة "الوفد" المصرية، الناطقة باسم حزب "الوفد"، قبل أن يعود إلى العمل. فيما وصف إعلاميون مصريون الفاعلين بأنهم من "الإخوان".
واخترق "هاكرز" مغاربة البوابة الإلكترونية لجريدة "الوفد" المصرية، حيث تركوا صورة تُظهر لقاء العاهل المغربي، محمد السادس، بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أثناء عطلة الملك في اسطنبول. ووضعوا رسالة تهاجم الإعلام المصري بسبب "إساءاته" للمملكة.
وعزا الـ"هاكرز" المغاربة اختراقهم لموقع الصحيفة المصرية إلى كونها تعمدت قبل أيام قليلة نشر خريطة المغرب مبتوراً من الصحراء المتنازع عليها، وهو ما اعتبره القراصنة فعلاً متعمداً وهجومياً ضد مصالح البلاد. فقرروا تعطيل موقع الجريدة، قبل أن يعود إلى العمل من جديد.
وترك قراصنة "قوات الردع المغربية" رسالة على صدر موقع "الوفد"، هددوا من خلالها بمهاجمة مواقع إلكترونية مصرية هامة أخرى. وأردفوا بالقول "في قبضتنا مواقع مصرية مهمة عدة، وسيكون اختراقها في التوقيت المناسب"، قبل أن ينعتوا النظام المصري "بالانقلابي".
هجوم القراصنة المغاربة رد عليه إعلاميون مصريون بقوة، حيث اتهم بعضهم القراصنة بأنهم ينتسبون إلى جماعة "الإخوان" التي وسموها بالإرهابية، في إشارة إلى أنصار "حزب العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة الحالية، كما نعتوا الهاكرز بأنهم "جاهلون وصبيانيون".
الاتهام بالانتماء إلى "إخوان المغرب" نفاه قراصنة "قوات الردع"، عبر صفحتهم على "فيسبوك"، بالتأكيد "نحن لسنا من "الإخوان"، ولا ننتمي لأي جهة رسمية، ولا لأي حزب سياسي، بل شباب ندافع عن بلدنا بوسائلنا المتاحة لنا، حتى لا يتطاول أحد على المغرب".
مدير تحرير بوابة "الوفد"، مجدي حلمي، رد على هجوم القراصنة المغاربة واصفاً إياه بأنه "محاولة فاشلة من "إخوان" المغرب، تكشف بجلاء عن مدى جهل أعضاء هذا التنظيم على مستوى العالم، على الرغم مما يدعونه بأنهم تنظيم العلماء" وفق تعبيره.
ومن جهته أفاد رئيس التحرير التنفيذي لجريدة "الوفد"، وجدي زين الدين، أن الهاكرز المغاربة الذين قاموا بالاختراق قاموا بـ"تصرفات صغيرة لا تعرف خصوصية وتاريخية العلاقات المصرية المغربية، ولا يتفهمون طبيعة هذه العلاقات الأزلية بين الأشقاء".
ومن جهته زعم نائب رئيس "الجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات" في مصر بأن "قوى إخوانية" تقف وراء اختراق بوابة "الوفد"، مردفاً أن مثل تلك الاختراقات "لا يمكن تتبعها إلا من خلال أجهزة مخابراتية وأمنية ضخمة"، على حد قوله-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق