آخر الأخبار

الخميس، 24 ديسمبر 2015

كبسولات القيادة



الاكتشاف
ذات يوم اعلن المعمل الامريكى للمنشطات عن انتاج منشط جديد . ذيع الخبر على لسان مدير المعمل يجمع هذا العقار فى كبسولة واحدة مستخلصات القيادة الاساسية فبعد سنوات من الابحاث والاختبارات تمكن معمل المنشطات من تركيب هذا المنتج الجديد الذى سيغير عالم الاعمال فلم يعد هناك مجال للشكوى من ضعف او قصور المهارات القيادية فى المؤسسات . فبكبسولة واحدة ترتفع المهارات القيادية لدى اى مدير خلال ربع ساعة وبنسبة تزيد عن 200 % على الفور تخاطفت الصحف الخبر وبدا كل منها يصف تكهناته عن تاثير ذلك وتوابعه . ظللنا نعانى من غياب وضعف القيادات لفترات طويلة ودااع الان لكل هذا . فمع الكبسوله الجديدة سيتغير وجه العالم باكلمه .
المؤتمر الصحفى
انتشر الخبر وبدا القادة فى كل المؤسسات يشترون كميات كبيرة من كبسولات القيادة . اجريت العديد من التجارب على اداء القادة الذين تعاطوا المنشطات فجاءت النتائج ايجابية ومبهرة واستثمارا لهذة الاحداث المتلاحقة عقد معمل المنشطات الامريكى مؤتمرا صحفيا يذاع عبر جميع القنوات الفضائية ليدعو القادة فى كل انحاء العالم للاقبال على استيراد كبسولات القيادة .
فى المؤتمر الصحفى طرح احد الصحفيين سؤال : هل تضمن للقادة فى انحاء العالم ان تناول هذة الكبسولات سيزيد من قدراتهم القيادية داخل مؤسساتهم ؟ فاجاب مدير المعمل : اؤكد ان كبسولات القيادة يمكنها ان تحول اى شخص عادى الى قائد فعال خلال 15 دقيقة وهذا ليس مجرد كلام ل انظروا للنتائج التى تردنا من التجربة الواقعية لتناول الكبسولات على اشخاص حقيقين . اننا نلتزم برد ايه اموال دفعها المستخدم فى حالة رغبته فى ارجاع الكبسولات الينا مرة اخرى اذا ثبت انها لا تؤثر على نشاطه القيادى .
سال الصحفى وما هى الجرعة المناسبة ؟ وهل تختلف هذة الجرعة بين قائد عين حديثا وقائد قديم فى منصبه ؟ فاجاب مدير المعمل : بالفعل تزيد الجرعة المخصصة للقائد الجديد عن جرعة القائد القديم . سيجد القادة التعليمات مكتوبة على العلبة ثم اشار الى الكاميرا لتقترب من علبة كبسولات القيادة . فظهرت على الشاشة وعليها النص التالى :
تعليمات الاستخدام
·        تناول كبسولة واحدة كل ست ساعات يوميا . اما فى حالة قيادة مؤسسة متةسطة الحجم . يزيد عدد افرادها عن 50 فردا فيجب مضاعفة الجرعة اما اذا زادت عن ذلك فتناول ثلاثة اضعاف الجرعة .
·        تضاعف الجرعة للقائد الجديد خلال فترة التسعين يوما الاولى من تسلم منصبه الجديد .
·        احذر تناول اكثر من فنجان قهوة واحد توال فترة تاثير الكبسولة فذلك يرفع منحنى الاداء القيادى لمستويات لم يتم اختبارها بعد .
·        يجب الامتناع عن تعاطى الكبسولات اوقات الاجازات وفى حالة الخروج على المعاش .
·        لمزيد من المعلومات اتصلوا بالمعمل الامريكى للمنشطات .
طرح احد الصحفيين سؤالا اخر : بماذا تبرر وجود اختلافات كثيرة فى تناول الجرعات ؟.
اجاب مدير المعمل تختلف الجرعة نتيجة لاختلاف الموقف فالقائد الذى يدير 100 فرد يحتاج لجرعات اكبر من القائد الذى يدير 5 افراد والقائد الذى يعمل 10 ساعات فى اليوم يحتاج لجرعات اكبر من القائد الذى يعم ل4 ساعات فقط ولكنى اطمئن القادة الى ان تناول كبسولات القيادة باى جرا ليس له تاثير سلبى ، الهدف الوحيد من تحديد الجرعة هو تقليل الاستهلاك ريثما يتمكن المعمل من انتاج المزيد من الكبسولات لتغطى احتياجات التصدير .
النجاح التسويقى
ادت هذة التصريحات الى اقبال شددي من القادة على شراء كبسولات القيادة ولجا البعض الى تخزينها خوفا من نقصها من الاسواق . فحققت المبيعات رقما فلكيا تجاوز مبيعات اقراص الفياجرا لاول مرة فى التاريخ .
استقبل الموقع الاليكترونى لمعمل المنشطات الامريكى اكثر من 7 ملايين زائر خلال اسبوع . وبدا المستخدمون الراضون عن كبسولات القيادة ينشرون تعليقاتهم على الموقع الاليكترونى ليراها كل م يريد ، ويتصل بهم فى حالة وجود اى استفسار .
وفى استقصاء لقادة عدد من المؤسسات والشركات الكبرى ايد 84 % تناول كبسولات القيادة بشكل دورى للمحافظة على الاداء القيادى عند ذروته . واعتبرها مسئوليه وطنيه ، وبدات اصوات كثيرة تطالب الدولة بتوزيع كبسولات القيادة على كل قائد فى موقعه . على ان يتم اقالة كل قائد يثبت عدم تعاطيه الكبسولات لمدة تزيد عن اسبوع .
خلال اشهر قليلة ارتفعت اسهم معامل المنشطات وبدات المؤسسات الاستشارية تعقد دورات تدريبية وورش عمل لتعليم القادة طرق تعاطى كبسولات القيادة وما هى انسب الاوقات التى يجب تناولها فيها .
تصريحات قادة المؤسسات
رغم هذا الاقبال المبهر نشرت احدى مجلات ادارة الاعمال حوارا خطيرا مع واحد من اكثر القادة شهرة والشهير بلقب قائد المؤسسات وذلك لخبرته الطويله فى قيادة عدد كبير من المؤسسات لدرجة فقد معها المتابعون القدرة على احصاء تحركاته .
فى الحوار الصحفى اكد قائد المؤسسات انه يعارض فكرة كبسولات القيادة ويرى انها ستضر القادة فى جميع المجالات بل وستضر المؤسسات نفسها وهذا هو نص تحذيره :
احذر من وقوع كارثة ماساوية فى كوادرنا القيادية اذا استمر القادة فى تعاطى كبسولات القيادة اؤكد ان هذة الكبسولات على درجة عاليه من الخطورة وقد رصدت بنفسى وتابعت حالات وتصرفات من يتناولونها فوجدتها مخزية وسطحية وسلبية فالقادة الذين تناولوا كبسولات القيادة تركزت اهتماماتهم على الاشكال المبتذلة من القيادة وعجزت عن النفاذ لاعماق الممارسة القيادية الفعلية . ان من المؤسف ن نجد فى مجتمعنا من يعتقد ان بامكانه ان يصبح قائدا باستخدام المنشطات .
فى عصرنا الحالى يختلف الموظفون والعاملون عما كانوا عليه منذ قرن – بل منذ عقد من الزمان . فهم اليوم اكثر وعيا واشد حساسية وافضل حالا واعتقد تكوينا . لم تعد الافكار والممارسات القيادية المبثوثة فى الكبسولات القيادية المطروحة فى الاسواق حاليا تقنعهم ولا تصلح للتعامل معهم . والسبب هو ان المستخلصات القيادية الموضوعة فى الكبسولات عبارة عن وصفات قديمة يتناقلها القادة الفاشلون الذين لا يلقون بالا لمصلحة اتباعهم بل يحرصون على تحقيق اطماعهم الشخصية . فمتطلبات القيادة فى عالمنا المعاصر كممارسة وفكر اصبحت تختلف جذريا عما فى كبسولات القيادة . بل انها تتعارض معها .
وانهى قائد المؤسسات الحوار بكلمته الشهيرة :
" لم تعد قيادة الافراد تعنى السيطرة عليهم . بل هى اكبر من ذلك ".
الشائعة
انزعج اصحاب معمل المنشطات من التصريحات النارية لقائد المؤسسات . فقد لاحظوا ان بعض القادة بداو يستجيبون لدعوة قائد المؤسسات بالامتناع عن تعاطى كبسولات القيادة . وانخفضت مبيعات الاسبوع الذى تلا تصريحات قائد المؤسسات بشكل كبير . ولم يجدوا بدا من الرد على تصريحاته فلجا مدير معمل المنشطات الى بث شائعة جديدة فى تصريحاته الصحفية حيث قال : " قائد المؤسسات يمزح ، فهو نفسه يتناول كبسولات القيادة . ولكنه يصدر هذه التصريحات النارية لاننا لم نستخدمه فى الاعلانات عن الكبسولات . وهذا خطا سنعالجه وقد ارسلنا من يبرم مع قائد المؤسسات صفقة اعلانية هائلة عن فاعلية كبسولة القيادة".
التحدى
عندما واجهت الصحف قائد المؤسسات بتصريحات مدير معمل المنشطات الامريكية قال : " ذلك هو اسلوب القيادة الخاطئة الذى اتوقعه من قائدى المنشطات . ولو كانوا فكروا قليلا لوجدوا انى لم اظهر ولو مرة واحدة فى اية اعلانات منذ بداية حياتى العملية فهل يحدث ذلك وانا على وشك التقاعد . ان تصرفهم هذ هو بالضبط ما احذر منه جميع القادة . فهم يلجاون لتدبير المكائد واطلاق الشائعات ويمكنهم ان يفعلوا اى شىء او يتنازلوا عن اى قيمة اخلاقية فى سبيل ان يكسبوا لا ان ينجحوا ان الاوان لقادة المنشطات ان يعلموا انه ليس كل كسب نجاح ولا كل خسارة فشل . انهم يعتقدون ان كل ما يسعى اليه الاخرون هو الكسب السريع . ولكنهم مخطئون . ولكنى اسامحهم فلم يكن هذا الخطا ليصدر عنهم لو لم يتناولوا كبسولات القيادة . فهى تجعلهم يسيئون لمن يتعاملون معهم . كما فعلوا معى بشائعاتهم وتصريحاتهم الكاذبه ".
ثم سكت مليا والتمعت عيناه وهو يفكر ، ثم رفع راسه وقال :
" حسنا لا بد من حسم هذا الامر قبل ان ينتشر اكثر من ذلك . اليكم الاتى :
" انا اتحدى اى قائد من قادة المنشطات على قيادة اى فريق الى انجاح وساقود الفريق الذى يحدده لى مهما كانت نتائجه الحالية سيئة .وساترك لقائد المنشطات حرية اختيار الفريق الذى يريده . على ان يستمر التحدى بيننا لفترة عام كامل نقيس نهايته نتائج الفريقين . ولنر اى منقلب ينقلب فريق المنشطات . لاثبت لكم ان كبسولات القيادة تؤدى حتما الى نتائج سلبية . فهل لدى معمل المنشطات من يقبل التحدى ؟".
السباق
ارتبك قادة معمل المنشطات لكنهم لم يجدوا بدا من قبول التحدى وخصصوا له جزءا كبيرا من الميزانية المخصصة للتسويق فقاموا باختيار فريق متدنى الاداء ليقوده قائد المؤسسات . واختاروا فريقا اخر من المعمل ليقوده القائد الاول فى استفتاء قادة المنشطات .
بدات الصحف والمجلات والقنوات الفضائية العالمية ترسل مندوبيها ومراسليها الى مكان الحدث لترصد وتتابع وتراقب تطورات الاحداث وتكون اول من ينقلها للناس وهكذا بدا السباق
وافق قائد المؤسسات على السماح للمندوبين والمراسلين الصحافيين بمتابعة ورصد الامور عن قرب . فساله احدهم :" لماذا اخترت مدة عام كامل ، ولماذا طلبت قياس نتائج الفريقين فى نهاية العام ؟.
فاجاب مبتسما :" هذا سؤال وجيه . يستطيع قائد المنشطات تحقيق نتائج سريعة فى الاجل القصير لكنه سرعان ما يخسر فى الاجلين المتوسط والطويل .
فالفرق بين طريقة عمل قائد المؤسسات وقائد المنشطات تكمن فى ان قائد المنشطات يبحث عن تحقيق ارباح سريعه وفورية ، بينما قائد المؤسسات يحرص على بناء المهارات والقدرات او بلغة الادارة " الكفاءات المحورية " لفريقة . ومن هنا ينطلق الى تحقيق الارباح . اما قائد المنشطات فانه يدفع فريقه الذى لم يتم تاهيله بعد للدخول فى تعاملات اكبر من قدراته . ويظل يعنف الفريق ويجبره على خوض التجربه . ويمكنك ان تتخيل ذلك الوضع كرجل بمتطى فأرا ويريدة ان يفوز فى الباحة " الفئران سريعه عندما تركض وحدها ".
لذلك يمكننا استنتاج القانون القيادى التالى :
" القيادة ليست هى تاثيرك وانت موجود بين افراد فريقك . بل هى ما يفعله افراد فريقك عندما تكون غائبا ".
قائد المنشطات يعجز عن رؤية الاجل الطويل
فى هذة الاثناء وردا على انتقادات قائد المؤسسات اصدرت معامل قائد المنشطات بيانا صحفيا تؤكد فيه انها لا ترى اية مصداقية فى انتقادات قائد المؤسسات التى تقول ان قائد المنشطات يخطىء حين يركز على الاجل القصير فقط . وفى ذلك البان الصحفى جاء ما يلى :
" ليس الاجل الطويل من وجهة نظرنا سوى عدة اجال قصيرة . فاذا كانت نتيجة الاجال القصيرة ايجابيه اذن تكون النتيجة فى الاجل الطويل ايضا ايجابية . فاذا نجح قائد المنشطات فى الاجل القصير – باعتراف قائد المؤسسات ، فاننا لا نرى فى ذلك عيبا ، بل ان النجاح فى الاجل القصير يؤدى الى نجاحات فى الاجل الطويل ".
احذر ترحيل الخسائر
سارع المراسلون الصحافيون بالبيان الصحفى الذى اصدرته معامل قائد المنشطات ليعرضوة على قائد المؤسسات ويسجلوا رايه بصدده فقال :
" كثير من فرق العمل تنجح فى الاجل القصير ولكنها تفشل فى الاجل الطويل فلماذا يحدث ذلك ؟"
" يمكننا ان نعتبر نجاحات الاجل القصير كحساب الارباح والخسائر فى الميزانية الختامية فى نهاية الفترة القصيرة .ففى الاجل القصير قد نحصل على مبلغ كبير من المال ولكننا ننسى حساب الالتزماات المترتبة عليه فى الاجل الطويل . وقد يتجاوز حجم هذه الالتزامات المال الذى حصلنا عليه ، وبذلك نظن اننا حققنا ارباحا فى الاجل القصير بينما الحقيقة هى اننا على وشك تحقيق خسارة فى الاجل الطويل . لذا تنجح كثير من فرق العمل فى الاجل القصير ، وتفشل فى الاجل الطويل . فى الاجل الطويل تتجمع الاعباء والخسائر التى يتم ترحيلها من كل فترة الاجال القصيرة بهدف تسجيل نجاحات مؤقتة قصيرة الاجل . دعونا نعمل اذن باقل كمية ممكنة من ترحيل الحسابات للاجل الطويل .
اجتماع فريق العمل
كان اول اجراء اتخذه قائد المؤسسات هو الاجتماع مع اعضاء الفريق ، حيث قال لهم :
" يقولون عن تائجكم انها سلبية . ولكن ذلك يذكرنى بصديق لى كان يكره اكل الفاكهة . وعنجما سالته عن السبب قال لى ان ثمار الفاكهة تفسد وتصاب بالعطب . فكنت ارد عليه بانه لا يصح لنا ان نلوم الثمار بعد ان قطفناها من الشجر . فلولا ذلك ما عطبت الثماروما فسدت . كلنا كذلك . اذا خرجنا من النظام الذى يغذينا والذى نشعر باننا جزء منه وننتمى اليه اصابنا العطب والفساد . وظيفة القيادة هى استرجاع الثمار داخل النظام الطبيعى الذى يوفر لها الحمايه والصيانه . وهذا ما سنفعله معا . فليست القيادة ما يفعله القائد للاخرين ، بل ما يفعله القائد مع الاخرين . ففى فريق العمل نصبح كلنا اغصان شجرة واحده ".
مساوىء القيادة بالمنشطات :
استطرد قائد المؤسسات قائئلا :
" الان احكوا لى ما الذى سبب تدنى نتائج فريقكم فى الفترة الماضية ، كى اشخاص الاسباب ونتحاور لنصل الى افضل ما يمكن ان نفعله لنحقق نتائج ايجابية ونفوز على فريق المنشطات ".
قال احد اعضاء الفريق :
" لقد سئمت من اسلوب القادة الذين عملت معهم ومن الازدواجية السافره فى معاييرهم . فكثير من هؤلاء القادة يلجاون لاستخدام ابشع وسائل القيادة الزائفة ومنها ما يلى :
·        القيادة بالمكيده والحيله وليس بالقدوة والفضيله .
·        منح المكافات لمحترفى الرياء وتجاهل الاكفاء .
·        الافراط فى الوعود والكلمات والتقصير فى الافعال والتصرفات .
·        تمرير السياسات بالفرض لا بالعرض .
·        الادارة بالاقتلاع لا بالاقناع .
·        العمل بالترويع لا بالتشجيع .
رد قائد المؤسسات
معك حق اعترف بان بعض القادة يقبلون بوجود ازدواجية المعايير فى تعاملاتهم مع مرؤوسيهم وموظفيهم ولكن ذلك يحدث لانهم لا يتغيرون من الداخل بل يتناولون كبسولات القيادة ويظنون ان هذا يكفى لقيادة الاخرين .
القياده مركزها الذات لا المنشطات
يتحتم على كل قائد ان يقود مجموعة من الافراد . ويتحتم على الافراد ان يطيعوا القائد . وطاعة القائد ترتكز على ايمان المطيعين والمرؤوسين وثقتهم فى القائد . ولكن فى حالة تعاطى القائد كبسولات او منشطات القيادة فان ايمان المطيعين والمرؤوسين يتجه الى الكبسولة والمنشط وليس الى ذات القائد . فهل نتوقع من الافراد الا يطيعوا القائد فى الحالات التى ينسى فيها تناول كبسولة القيادة ؟ متى اذن يمكنهم ان يعرفوا اذا كان القائد قد تناول الكبسولة ام لا ؟
من الواضح ان مصدر احترام الاخرين فى هذه الحاله سيتجه نحو الكبسولة وليس نحو القائد نفسه . فالقائد فى هذة الحالة سيصبح هو نفسه تابعا للكبسولة . فكيف نطلب ممن هو تابع ان يقود؟
ان مشاعر الطاعه والاحترام والحب والايمان التى تصدر من الاخرين وتتجه نحونا هو مشاعر لا يمكن تجزئتها فهى لا تتم الا بشكل كامل ولا يمكن تحديدها باوقات او تقييدها بظروف فلا يمكنك ان تطلب من الناس ان يحبوك فى حالات ويكرهونك فى حالات اخرى ومن يقدمون محبتهم ومشاعرهم فى حالات دون حالات ليسوا اتباعا صادقين .
تاثير القادة يتجه نحو الاخرين وليس نحو ذاته فقط
 تؤثر كبسولة القيادة على القائد وحده فالتفاعلات الكيمائية التى تسببها الكبسوله تجعل القائد يشعر بالقدرة على التحكم فى الذات وادارة الوقت والمهام واصدار القرارات بشكل اكثرة قوة وكفاءة لكن كل هذا قد يصنع ممن يتناول الكبسوله قائد ولكنه لا يصنع من الاخرين اتباعا او مصدقين له لان تاثير الكبسولة لا يمتد الى الاخرين .
اما تاثير القيادة الحقة فيقع على الاخرين . فمصدر طاعة الاخرين للقائد يكمن فى انهم يعلمون انه سيحل مشكلاتهم وسيجعلهم يشعرون بانهم افضل حالا مما هم فى غيابه . فالقيادة الحقة تتكون من شقين :
·        شق قيادة الذات ، وهذا قد يفلح فيه تناول كبسولات .
·        شق قيادة الجماعات ، وهذا لا يفلح فيه تناول الكبسولات .
ومثل ذلك ما يحدث عندما يتصنع الشخص الانصات للاخرين او عندما يدعى كذبا انه مهتم بمشكلاتهم فكل هذة الادعاءات والاصطناعات مصدرها ادارة الذات واظهارها لما ليس فيها وهذه ليس قيادة للجماعات انما هى ادارة للذات فليس مصدر كل هذا قيادة الذات ولا قيادة الجماعات وحبهم بشكل حقيقى .
قائد المؤسسات يولد من جديد مع كل تجربة
القيادة الحقيقية لا تاتى مصادفة وهى لاتعنى ان القائد يولد متمتعا بسمات قيادية فطرية تحدث القيادة الحقيقية مثلما يحدث تحول البذور الى ثمار واليرقات الى فراشات فاذا كان من الفطرى ان تتحول كل بذرة الى ثمرة وكل يرقة الى فراشة ، فان ذلك لا بد ان يحدث عبر معاناة حقيقية ولا تنسوا ان كثيرا من اليرقات والبذور تموت او تذهب هباء دون ان تصبح اى شىء هذا يعنى ان بداخل كل منا قائدا ينتظر الولادة الثانية . فالولادة الاولى هى الولادة الجسمانية التى تاتى بعد المرحلة الجنينية والتى تحدث لكل الناس على السواء .اما الولادة الثانية فهى التى تحدث بع مرحلة النضج . وفيها تتحول البذور المبثوثة فى كل منا الى ثمار .
التجارب التى يمر بها قائد المؤسسات عبارة عن سلسلة من الولادات التى تجعله يرتقى ذهنيا ونفسيا وروحيا وعاطفيا فهو بعد كل تجربة يصبح اقوى واقدر وافضل مما كان عليه قبلا التجربة .
وفى هذا يختلف قائد المؤساست عن قائد المنشطات .
يظل قائد المنشطات عند نفس المستوى دون ارتقاء للمستوى الذى يلية وهذا يعنى انه لايتعلم ولا يتطور ولا يتغير . فاللحظات الحاسمة فى حياته ليست هى التجارب التى تصقل قدراته القيادية بل هى اللحظات التى يتناول فيها كبسولات القيادة واللحظات التى تفقد فيها الكبسولات مفعولها الكيميائى وبهذا يتارجح قائد المنشطات كبندول السااعة بين حالتين فقط فيعود فى كل مرة الى نفس المستوى الذى بدا منه اى انه لا يتجاوز ما هو ليه بل يظل يكرر ذاته ويجتر مهاراته وكلماته وتصرفاته وبهذا يمكن للاخرين التكهن بتصرفاته وافكاره وردود افعاله بدقة كبيرة وان يحدث ذلك فانه لا يصبح قائد حقيقيا فالقائد الذى يمكن لاتباعه التنبؤ بافعالة وافكاريفقد مصداقيته فورا .
هذا لايعنى ان القائد الحقيقى هو من يفكر ويتصرف بشكل متهور او ارعن . فهذا ايضا يفقد مصداقيته كما يفقدها قائد المنشطات الذى يمكن التنبؤ بردود افعاله . المقصود بالقياده هو ان تصبح افكار القائد وتصرفاته اكبر من قدرة الاتباع على الاستيعاب وفى نفس الوقت يتحتم ان يشعر الاتباع وجود حكمة تعلو افهامهم فى افكار القائد ثم ياتى سريان الزمان فيؤكد لهم صحة نتائج هذة الافكار والافعال فتزداد مصداقية القائد شيئا فشيئا .
القائد اكبر من النتائج
يعتبر قائد المنشطات مسئولا فقط عن النتائج فمهما كان الطريق الذى يسلكه او القرار الذى يتخذة فانه لا لوم عليه طالما حقق النتائج المطلوبه منه فالنتائج تقع فى قمة هرم اولويات قائد المنشطات فقوة قائد المنشطات تتركز اساسا على قدرته على تحقيق النتائج فان فريق العمل يتخلى عنه ويطالب باقالته من منصبه فالنتائج اهم من قائد المنشطات .
اما قائد المؤسسات فعلى العكس من ذلك لا تحتل النتائج لديه قمة هرم الاولويات بل يمكن للقائد الراعى ان يختار التضحية بالنتائج فى سبيل قيمة اخرى كما ان قوة القائد لا تعتد على تحقيق النتائج وحدها فالمجموعة تظل متمسكة بالقائد حتى لو فشل فى تحقيق النتائج وحدها فالمجمعة تظل متمسكة بالقائد حتى لو فشل فى تحقيق النتائج احيانا وفى كثير من الاحيان يزداد تمسك المجموعة بالقائد بعد فشله فى تحقيق النتائج اذن القائد اهم من النتائج . ولذا يتصرف القائد الراعى فى كل موقف كما لو كان يسال نفسه :" اذا قدر لى ان اعيش للابد فما هو التصرف الامثل الذى يجب ان اتخذه حيال الموقف الحالى ؟".
لدى قائد المؤسسات ما هو اهم بكثير من النتائج فيمكن مثلا ان يحتل هدف المحافظة على روح الفريق قمة هرم الاولويات .
ويمكن ان تحتل اعتبارات العدالة قمة هرم الاولويات لدى قائد اخر . وهكذا بينما قائد المنشطات يتصرف فى كل موقف كما لو كان يسال نفسه :" اذا قدر لى ان اموت اليوم فما هو التصرف الامثل الذى يجب ان اتخذه حيال الموقف الحالى ؟".
يركز القائد الراعلا على اسلوب العمل والرؤية والنتائج فى الاجل الطويل بينما يركز قائد المنشطات على نتيجة العمل وخاصة فى الاجل القصير .
على ذلك يمكننا استنتاج القانون القيادى الاتى :
" ليست القيادة بالاهداف والنتائج هى الاسلوب الامثل انها الاسلوب الوحيد ".
الاستمرار اهم من الدولار
يهتم قائد المنشطات بتحقيق مكاسب بالدولار ويحرص على ان تتحقق هذه المكاسب فى الاجل القصير رغبه منه فى ضمانها لانه لا يثق فيما قد يقع فى الاجل الطويل . فكلما طال الاجل ضعفت ثقته وخارت عزيمته .
اما قائد المؤسسات فعلى العكس يحرص على الاستمرار اكثر مما يحرص على الدولار فقائد المؤسسات لا يتعجل الارباح فى الاجل القصير هو يهتم بما هو اكبر من ذلك : بناء القدرات البشرية لمرؤوسية . فهو يعلم ان تلك القدرات هى التى تجلب الارباح وبناء القدرات يحتاج للاستمرار والاستقرار فالاستمرار والاستقرار اهم لدى قائد المؤسسات من الدولار .
هنا يمكننا استنتاج القانون القيادى الاتى :
" فى بناء القدرات ما يسمية قائد المؤسسات استثمارات يسميه قائد المنشطات نفقات ".
الموازنة بين مصلحة المؤسسة ومصلحة الافراد
من اهم البنود التى يحرص عليها قادة المؤسسات بند المواءمة بين مصلحة المؤسسات ومصلة الافراد فالقادة الناجحون يتوصلون لصيغة ابتكارية للربط بين مصلحة المؤسسة ككل ومصلحة كل فرد فيها . فمصلحة الافراد فى مؤسسات الاعما لتكمن فى تحقيق ما يلى :
1-  الحصول على دخل معقول .
2-  تحقيق الذات فى بيئة العمل .
اما مصلحة المؤسسات فتكمن فى تحقيق ما يلى :
1-  الاستمرار .
2-  تحقيق اعلى انتاجية وربحية .
يرى قادة المنشطات ان هناك تعراضا كبيرا بين البند الاول فى مصلحة الافراد والبند الثانى فى مصلحة المؤسسات فيتحيزون للبند الذى يحقق مصلحتهم الشخصية فاذا كانوا من الموظفين وليسوا من اصحاب المؤسسة فان مصلحتهم تكون فى الحصول على دخل معقول على حساب الانتاجية والربحية الكلية للمؤسسة واذا كانوا اصحاب المؤسسة فانهم يحيزون لتحقيق اعلى انتاجية وربحية كلية على حساب اعطاء الموظفين دخولا معقولة .
يتصرف قادة المؤسسات على العكس من ذلك فهم يهدفون لتحقيق الاهداف الاربعة السابقة معا دون محاباة احدها على الاخر .
على ذلك يمكننا استنتاج القانون القيادى الاتى :
" من الطبيعى ان تتعارض مصلحة المؤسسات مع مصلحة الافراد فحل هذة المعادلة الصعبة هو ما يميز بين قادة المؤسسات وقادة المنشطات ".
مع قائد المنشطات احتكار التقدير يؤدى الى احتكار المكافات
يحرص قادة المنشطات على احتكار التقدير والمكافات لهم وحدهم دون اشراك بقية فريق العمل فيها فقائد المنشطات يتسم بالانانية وحب الذات بحيث يعجز عن رؤية مساهمات الافراد وينسب كل الفضل فى الانجاز لنفسه وذلك يعنى انه يرى ان لا احد يستحق الحصول على ايه مكفات سواه فيحرص على قطف كل ثمار العمل والانجاز لنفسه مبكرا ويبخل بمشاركة الاخرين فيها . يتصرف قادة المؤسسات على العكس من ذلك تماما فتجدهم يحرصون على نسب التقدير لاصحابه ومنح المكافات لبقية اعضاؤ الفريق للمحافظة على تماسك الفريق فهم يجدون جزءا كبيرا من سعادتهم ومصلحتهم فى سعادة ومصلحة الاخرين على ذلك يمكننا استنتاج القانون القيادى الاتى :
" احتكار التقدير مرتبط باحتكار المكافات "
فى معاملات قائد المنشطات التقريب يؤدى الى الاستبعاد
نتيجة لضعفهم يدرك قادة المنشطات تزعزع سلطانهم ويعترفون بعجزهم عن ترسيخ نفوذهم فى المؤسسة كثيرا ما يلجاون لالعاب التامر مع بعض المفربين لاستبعاد من يهدد منصبهم وازاحة الاخرين من طريقهم وبهذا تمتلىء المؤسسات الفاشلة بالمؤامرات والمكائد وفيها يقرب قائد المنشطات الى نفسة قلة من الاشخاص ويطلق عليهم بطانة القائد وعندما يقرب القائد قلة من الافراد اليه يؤدى ذلك الى استبعاد الغالبية فتصبح هذة بيئة مثالية لممارسة المكانة الداخلية تكمن خطورة المكائد الداخلية فى انها تهدر طاقة الافراد والمؤسسات فيما لا يفيد . فهى تنتج صراعات سلبية فى السلطات والصلاحيات ولا تنتج تفاعلات ايجابية فى الافكار والمقترحات .
يتصرف قادة المؤسسات على العكس من ذلك حيث يمنحون اهتمامتهم لكل العاملين دون استثناءات ويبتون فى الخلافات بموضوعية ودون تحيز لاحد وهذا يرسخ سلطانهم على اساس من ممارسة العدالة فى بيئة العمل مما يؤدى الى رسوخ زيادة نفوذهم وعدم احتياجهم لممارسة المكائد الداخلية خوفا على مناصبهم فتنتشر الشفافية بدلا من الشللية .
على ذلك يمكننا استنتاج القانون القيادى الاتى :
تقريب القلة يؤدى الى استبعاد الكثرة

جاءت النتائج فى نهاية فترة العام مؤكدة لتوقعات قائد المؤسسات فقد خسر فريق المنشطات خسارة فادحة رغم تحقيقه لبعض النتائج الايجابية فى الشهر الاول ومنذ هذا اليوم بدات معامل المنشطات رحلة الافلاس وظلت كلمات وافكار قائد المؤسسات باقية مستعصية على ان تختصر فى كبسولات بل لا بد لم يتناولها ان يفكر فيها بعمق وان يتغير من الداخل ليصبح قائد مؤسسات وليس قائد منشطات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق