كان ساحرنا او
بائعنا بطل هذة القصة يعمل راعيا للاغنام فى جنوب اسبانيا اسمه وشكله ليسا مهمين
المهم انه اختار مهنة الرعى والتجوال ورفض مواصلة الدراسة فى المدرسة كما طلب منه
والداة كان يرى فى الرعى عالما مفتوحا وفرصة للتامل بدلا من الحياة المغلقة فى
البيوت والمكاتب طور شخصيته وعزز ثقافته بقراءة القصص والروايات التى كان يشتريها
عندما يذهب الى المدينه لجز صوف اغنامة .
كان اراعى
ياوى بغنمة مع غياب الشمس الى مبنى قديم مهجور يبدو انه بقايا كنيسة قديمة كان
سقفه قد انهار ونمت فى وسطه شجرة جميز ضخمة .
فرد جسدة
المنهك على حجر مستطيل املس وجعل كتابة الضخم وسادة تحت راسه وعندما نام فجاة مرة
اخرى تفس الحلم الذى راة فى الاسبوع السابق كان الراعى الشاب يحلم كثيرا ويتجول
كثيرا وكان يريد ان يقرا كتبا اكتر واكبر حجما حتى لا يشعر بالملل وحتى يتعلم كل
شىء يمكن تعلمة فى هذا العالم . هكذا كان يقول لنفسة .
ما هو الحلم ؟
حلم الشباب
انه راى كنزا مدفونا فى الصحراء بالقرب من اهرام الجيزة فى مصر . ولانه لم يكن
يعرف شيئا عن الاهرام او اين تقع فلم يكترث بحلمة كثيرا ولكن تكرار الحلم يجعله
يفكر فى الامر مليا .
ذهب الشاب الى
عرافة غجريه طالبا تفسير حلمه فاشترطت عليه ان يعطيها عشر كنزه الدفين عندما يجده
مقابل تفسير الحلم فوافق على مضض بل ان اصرارها على اخذ 10 % عمولة جعله يصدق اكثر
ان الكنز حقيقة وليس مجرد حلم او خيال .
لكن ( كما
يتردد البائعون وكل الناس فى تغيير مسارهم المهنى ) كان مترددا فى ترك غنمه
وحبيبته ابنة تاجر الصوف فى المدينة لكى يذهب ويبحث عن كنزه المدفون فى الصحراء
فقد كان يقابل تلك الفتاة ويحلم بها كلما زار المدينة ليجز صفوف اغنامه وكان سعيدا
جدا لانه كلمها اكثر من مرة واقنعها انه يرعى الاغنام بارادته وانه متعلم ومثقف .
الاسطورة الذاتية
وتحقيق الذات
فى المدينة
يقابل اراعى الشاب رجلا عجوزا يتطفل عليه ويبدا مع حوارا رغم انفة فقد اقتحم
العجوز خصوصيته ويبدا يكلمة عن حياته اخبرة الرجل العجوز انه ملك قادم من الصحراء
لكن الشاب لم يصدقة الا بعد ان راى على صدره درعا ذهبية مرصعة بالجواهر وبعد ان قص
الشاب للعجوز قصة حياته ( حياة الشاب ) بالتفصيل وطلب منه ان يعطية عشر اغنامه لكى
يساعده فى الوصول الى كنزة هنا يدرك الشاب ان فى الامر سرا ويتعجب من معرفة العجوز
الخارقة ببواطن الامور ويصغى اليه لانه لم يحدثة اصلا عن كنزه وعن احلامة الكبيرة.
قال للرجل
العجوز :" لماذا لا تاخذ عشرا اخر من الكنز مثل العراقة ؟". فاجابه
الملك العجوز قائلا :" لا تعد الناس بما لا تملك . فالكنز ليس بين يديك الان
وليس من حقك ان تعدنى بعشرة قبل ان تمتلكة والا فقدت الرغبه فى الحصول عليه يجب ان
توظف ما تملك وتركز على مواردك الحاليه لتحصل على ما لاتملك وتزيد مواردك
المستقبلية ".
فساله الشاب :
ولماذل تساعدنى ؟ وماذا ستفعل بعشر اغنامى وانت ملك ؟
قال الملك :
اساعدك لانه بامكانك تحقيق اسطورتك الذاتية . اسطورتك الذاتية هى ما تمنيت دائما
ان تفعلة كل منا يعرف فى مستهل شبابه ما هى اسطورته الشخصية ففى تلك المرحلة من
العمر يكون كل شىء واضحا وممكنا ولا يخشى الانسان الحلم والسعى وراء كل ما يريد
تحقيقة ومع مرورو الوقت تبدا قوى غامضة فى محاولة اثبات استحالة تحقيق اسطورته
الذاتية
تلك القوى
تبدو فى البداية سالبه ، لكنها هى التى تعلمك كيف تحقق اسطورتك الذاتية فهى التى
تشحذ روحك وارادتك . وهناك حقيقة كبيرة فى هذا العالم فاينما كنت ومهما فضلت فانك
عندما تريد شيئا باخلاص تولد هذة الرغبة فى روح العالم وهذة هى رسالتك فى الحباة .
لكن المشكلة
هى ان اغلب الناس لا يكتشفون او لايدركون رسالتهم فيعيشون بدون هدف فلا يحققون
اسطورتهم الذاتية وتمر حياتهم دون ان يلاحظوال او يعرفوا او ينجزوا شيئا مهما .
ولذلك يتراجع كثير منهم عن مواصلة اكتشاف رسالتهم او حقيقتهم الشخصية فى اخر لحظة
لكن كثيرين منهم يواصلون البحث عن ذواتهم ولا ينفكون يلاحقون اهدافهم فتعمل الظروف
لصالحهم فيحققوا اهدافهم وذواتهم .
الملك يتحول
الى حجر
وحكى الملك
للشباب انه فى الاسبوع الماضى اضطر ان يظهر لاحد المنقبين عن الاحجار الكريمه على
هيئة حجر كان الرجل المنقب قد هجر كل شىء ليبحث عن الزمرد وظل يعمل خمس سنوات
باكملها فى مجرى احد الانهار وكسر تسعمائة وتسعة تسعين الفا وتسعة وتسعين حجرا
محاولا البحث عن زمردة وفى هذة اللحظة فكر المنقب فى التراجع عن هدفة ولم يبق
امامه غير حجر واحد ويعثر على زمردته . وبما ان المنقب اخلص لاسطورته الذاتيه فقد
حول الملك نفسة حجرا وتدحرج ليرتطم بقدم المنقب وفى عاصفة من الغضب قذف المنقب
بالحجر بعيدا وهو يشهر بالاحباط لكنه اصطدم بحجر اخر فتحطم ليكشف عن اجمل زمردة فى
العالم .
واضاف الملك
العجوز :" الناس يدركون فى وقت مبكر جدا مبرر وجودهم وربما كان هذا هو السبب
فى انهم يتخلون عنه مبكرا ايضا وهذا المنقب صرف خمس سنوات من عمره ليصل الى زمردته
ومن المهم ان تتعلم ان لكل شىء فى الحياه ثمنا وعليك ان تدفع الثمن لكى تصل الى
كنزك ".
العلامات
قال الشاب
للمكل : اوافق على اعطائك عشر قطيع الاغنام اذا استطعت ان ابيع باقى القطيع لكى
اعبر الى افريقيا وابحث عن الكنز .
قال له الملك
: ستبيع قطيعك بسهولة لانك لم تفكر فى البيع من قبل وسيكون هذا فالا حسنا وعلامة
على بداية النجاح وهذا هو حظ المواتاه فعندما تلعب الكوتشينه او الورق لاول مرة
تكسب بسهولة وعندما تبيع لاول مرة تبيع بسهولة .
ساله الشاب :
لماذا ؟
فاجابه الملك
قائلا : لان الله يساعدك والامور وتسير فى طريقك ولانك تريد بصدق ان تعيش اسطورتك
الذاتيه .وتذكر الشاب ان جده كان حدثه عن العلامات فسال هل تؤمن حقا بالعلامات
التى يجب ان نلاحظها ونحن نعيش حياتنا .قال الملك : العلامات موجودة ويجب ان
تلاحظها لانها تساعدك فى اتخاذ القرارات وانتهاز الفرص وفى هذة اللحظة انتزع لملك
من درعة حجرين كريمين : الاول ابيض والثانى اسود وقدمهما للشاب قائلا :
الحجران
يسميان " اوريم وتوميم ". الاسود يعنى " نعم " والابيض يعنى
" لا" وسوف يفيدانك عندما تعجز انت بنفسك عن الاستدلال بالعلامات ولكن
لا تستخدمها الا فى اللحظة الحاسمة وعندما لا تجد بديلا اخر . وصار الحل مستحيلا
ودائما اطرح عليهما اسئلة محددة .
ومن الان
فصاعدا :
·
عليك ان تتخذ قراراتك
بنفسك .
·
لا تنس ان كل الاشياء
شىء واحد .
·
لا تنس لغة العلامات .
·
لا تنس ان تمضى حتى
نهاية اسطورتك الذاتية . انه يمكنك ان تسير فى هذا العالم وترى كل شىء وتفعل كل
شىء دون ان تفقد توازنك ، بشرط ان تنظر داما امامك وليس بين قدميك .
·
وانه لايمكنك الوصول
الى السعادة الحقيقية الا من خلال اسعاد الاخرين .
سر السعادة
اضاف الملك :
قبل ان تمضى
فى طريقك ملاحقا اهدافك ايها الشاب اود انا حكى لك حكاية قصيرة .
" يخكى
ان احد التجار ارسل ابنه لكى يتعلم سر السعادة لدى احكم رجل فى العالم مشى الفتى
اربعين يوما حتى وصل الى قصر جميل على قمة جبل وفيه يسكن الحكيم الذى كان يسعى
اليه وعندما وصل وجد فى قصر الحكيم جمعا كبيرا من الناس كان الحكيم يتحدث الى هذا
وذاك وتحتم على الشاب ان ينتظر ساعتين قبل ان يحين دوره .
" انصت
الحكيم بانتباة الى الشاب ثم قال له : الوقت لا يتسع الان لان اشرح سر السعادة
وطلب منه ان يقوم بجوله داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين واضافا الحكيم وهو
يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت :
" امسك
بهذة الملعقة فى يدك طوال جولتك ، وحاذر ان ينكسكب منها الزيت ".
اخذ الفتى
يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتا عينية على الملعقة . ثم رجع لمقابلة الحكيم الذى
ساله :
" هل
رايت السجاد الفارسى فى غرفة الطعام ؟ والحديقة الجميله ؟ وهل استوقفلتك المجلدات
الجميله فى مكتبى ؟
ارتبك الفتى
واعترف انه لم ير شيئا فقد كان همه الاول الا يسكب نقطتى الزيت من الملعقة . فقال
الحكيم :
" ارجع
وتعرف على معالم القصر فلا يمكنك ان تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذى يسكنه
".
عاد الفتى
يتجول فى القصر منتبها الى الروائع المعلقة على الجدران شاهد الحديقة والزهور
الجميلة وعندما رجع الى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما راى فساله الحكيم :
" ولكن
اين قطرتا الزيت اللتان عهدت بهما اليك ؟" نظر الفتى الى الملعقة فلاحظ انهما
انسكبتا فقال له حكيم الحكماء : " تلك هى النصيحة التى استطيع ان اسديها اليك
: سر السعادة هو ان ترى روائع الدنيا دون ان تسكب ابدا قطرتى الزيت ".
فهم الفتى
مغزى قصة الملك فهو ايضا يحب الترحال ويقرا الكتب لكنه لا ينسى شيئا ابدا "
فسر السعاده هى ان نوازن بين الامور فلا يطغى اى منهما على الاخر ".
الساحر يبيع
الكريستال
باع الشاب
غنمه وعبر الى افريقيا وفى مدينة طنجة فقد كل امواله فى عملية نصب وصار عليه ان
يبدا من جديد مد الشاب يده فى جرابه ليستشي الحجرين ( اوريم وتوميم ) لكنه تراجع
وراى ان الامر ليس خطيرا وانه يستطيع ان يتدبر اموره دون مساعدة . فقرر ان يواصل
رحلته نحو الكنز .
لكنه كان خالى
الوفاض بلا مال او اغنام او طعام فسار على غير هدى حتى راى واجهة عرض فى محل مغربى
يعرض انواعا رائعة من الكريستال يعلوها التراب دخل محل الكريستال وقال لصاحبة
العجوز الذى يتقن الاسبانية : " يمكننى ان انظف كل قطع الكريستال فى هذة
الواجهة مقابل وجبة غذاء ".
وبدا بالفعل
ينظف الكريستال بهمة ونشاط فدخل سائحان واشتريا فورا قطعا كثيرة من الكريستال فقال
له التاجر :" هذه علامة فال حسن . اريدك ان تعمل عندى باجر دائم واعطيك عموله
على كل قطعة تبيعها ".
وافق الشاب
على الفور لانه يريد ان يجمع كل ما يستطيع من المال لكى يسافر الى اهرامات الجيزة
ليصل الى كنزة الموعود فكان يلمع كل قطع الكريستال كل يوم ونصب واجهة عرض متحركة
للكريستال خارجل المحل وعندما اعترض صاحب المحال خوفا من ان يسقطها احد المارة
ويتحطم ما عليها من كريتال قال له الشاب : " المخاطرة قائمة فى كل مناحى
الحياة وانا خسرت اموالى بدون سبب وفى عملية نصب وفى لحظة من الزمن ولكى نبيع اكثر
من غيرنا يجب ان نخاطر اكثر من غيرنا ".
ولاحظ الشاب
ان المارة فى الطريق المرتفع يكونون دائما منهكين عندما يصلون الى نهاية الطريق
عند قمة المرتفع فيطلبون بعض الماء ويسالون عن مكان يشربون فيه الشاى .فبادر الى
وضع وعاء كبير للماء البارد . ونصب الى جانبه موقدا لاعداد الشاى وصار يسقى الشاى
والماء للمارة باوانى الكريستال البلورية وعندما شاع الخبر فى المدينه بدا الناس
يؤكدون ان شرب الشاى والماء باوانى الكريستال شبه السحر لان طعم الشاى صار ازكى
وصار الماء اجمل وانقى .
المكتوب
بدا التاجر
صاحب محل الكريستال يخرج عن صمته المعهود وقال للصبى " يبدوا ان المكتوب
" مكتوب ".
فساله الشاب
:" ما معنى مكتوب ". فقال له التاجر : " من الصعب ترجمتها "
معناها الحرفى :" شىء مدون "ولكن لها معنى روحى احسه ولا المسه . فقد
كنت افكر فى زيارة الحجاز والحج منذ سنوات ولم استطع ذلك بسبب كساد تجارتى ولكنه
مكتوب وسوف احج لبيت الله الحرام هذا العام . فى بعض الاحيان يكون من المستحيل ان
توقف نهر الحياة عن الجريان . نعم يستطيع كل منا ان يحقق احلامه ، بسبب ما هو (
مكتوب ).
فرد عليه
الشاب :" كل هذا بسبب حلم كان يمكن ان يمر كغيره من الاحلام دون ان ينتبه
اليه احد ." وانا ايضا ساواصل العمل معك لمدة عام ثم اواصل طريقى للبحث عن
كنزى فى صحراء الاهرامات ".
روح العالم
وعبور الصحراء
بعد اقل من
عام كان الشاب يعبر الصحراء فى طريقة الى الجيزة عبر واحة الفيوم . كان واحدا من
عشرات المسافرين على الجمال عبر الصحراء القاحلة وكان فى القافلة مزيج غريب من
البشر . قال لنفسه :" يجب ان اواصل رحلته لانها مكتوب . ولاننى استطيع فى اى
وقت ان اشترى غنما او ان اتاجر فى الكريستال لكن البحث عن الكنز والوصول للهدف لا
يمكن تاجيله ".
بين المسافرين
عرف الشاب رجلا انجليزيا كان يحمل على الجمل الذى استاجره عشرات الكتب فى السحر
والفلسفة والكيمياء . وبعد ان تعارف الشاب والانجليزى فهم منه انه يقصد واحة
الفيوم القريبه من الجيزة . حيث قيل له ان بها ساحرا سيميائيا استطاع فعلا تحويل
التراب الى ذهب ، وانه – اى الانجليزى – حل معظم رموز السيمياء ما عدا واحدا منها
. ويريد ان يتعلمه من سيميائى الفيوم .
الا ان الشاب
لم يكترث كثيرا لفلسفة الانجليزى كان يحب الكتب ويقراها لكنه تعلم من الناس ومن
رعى الغنم ، ومن الاحلام ومن التاجر المغربى والملك ومن بيع الكريستال ومن البحث
عن اسطورته الذاتية اكثر مما تعلم من الكتب .
فى الطريق قص
الشاب حكايته للانجليزى ، فأثارته كثيرا فترة عمله فى محل الكريستال وكيف ازدهر
المحل بسبب المخاطرة والتركيز والتجديد ، فقال له الانجليزى :
" ذلك هو
المبدا الذى يشمل كل شىء والذى تسميه السيمياء " روح العالم "، فعندما
تريد شيئا من كل قلبك فانك تقترب من روح العالم ، وتلك قوة ايجابية على الدوام
".
تذكر الشاب
كيف انه عندما بدا تنظيف الكريستال ، سمع التاجر المغربى يقول : " الانسان
يتعلم من العمل وليس من العلم واهم ما فى العلم هو العمل نفسه وان تنظيف الكريستال
سيخلصهما ( التاجر والشاب ) من الخوف والافكار السيئة لانه عمل نظيف ".
من هنا بدا
الشاب يهتم بالسيمياء وفكر انه يستطيع بقليل من الصبر ان يحول كل شىء الى ذهب .
وعندما سال الانجليزى عن طريقة انجاز العمل ولماذا يكتب السيميائيون برموز غامضة ولا
تستطيع الغالبية اكتشاف السر او انجاز العمل الاكبر ، اجابه قائلا : " لانه
لا يجب ان يفهم تلك الرموز سوى الانسان الحكيم والمسئول الى درجة استحقاق الفهم .
تخيل للحظة ان كل الناس عرفوا كيف يحولون الرصاص الى ذهب : بعد وقت قصير لن يساوى
الذهب شيئا العمل الجبار يحتاج الى عقول عظيمة وقلوب مغامرة وايد كادحة اى ان تطلب
العلا من قلبك وتسعى اليه حتى يسعى اليك . وحتى فى هذة الحالة سيظن كثيرون انك
نجحت بسهولة مع ان الامر ليس كذلك فالحظ هو السعى باتجاة الهدف والمصادفه هى ان
توجد حيث يجب ان توجد ولسبب يستحق ذلك الوجود . ارجو ان تكون قد فهمت ما اريد قوله
".
العلامات
تتواصل
وصل الساب الى
الفيوم ليجدها واحة غناء اكبر من كثير القرى فى اسبانيا . ولكن احدا لم يقابل
سيميائى الفيوم الحكيم ولم يكن احد هناك يعرف من هو فالسيميائيون يبدون كغيرهم من
الناس فى الظاهر مع علامات وفورق بسيطه لا يعرفها الى هم .
ومن هول ما
لاقاه الشاب فى الدروب وما يعج بها من مخاطر وما يدور حولها من حروب ، فكر للحظة :
" لماذا كلما
اقترب من حلمة صارت الامور اكثر صعوبة فلم يعد لما اسماء الملك العجوز حظ
المبتدئين وجود فالامر الان هو اختبار لصلابة وشجاعة من يسعى الى تحقيق اسطورته
الذاتية ولا مجال هنا للتعجيل او لتفاد الصبر والا ستغيب عن بصرة العلامات الهامة
التى وضعها الله فى طريقة .
ولكنه بدا
يعرف انه لكى ينجز اى عمل يريده يجب ان يبداة الان ويجب ان يبداه حتى لو تاخرت تلك
البداية عشر سنين لان تاخرة لعشر سنين افضل من تاخرة لعشرين سنة وافضل طبعا من
التخلى عن تحقيق اسطورته الذاتية تماما .
كانت الفيوم
محاصرة بسبب حروب القبائل حولها لكن الشباب كان اكثر افراد القافلة تجوالا جاب
الواحة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها مثل اى بائع عنيد لم يكن يبحث عن
السينمائى بل عن اسطورته الذاتية وعن كنز ينتظرة فى مكان ما من اثناء تجواله مع
رفيقة الانجليزى راى فتاه ا سمها فاطمة تحمل جرتها على كتفها وعلى راسها غطاء شفاف
تقدم منها ليسالها عن السيميائى فى الظاهر لكنه كان يريد ان يسمع صوتها فعندما
راها احس وكان روح العالم تجلت بكل عنفوانها امام عينية وقال لنفسة : "
لايمكن لانسان ان يقطع كل هذة المساافت فى هذا العالم ليرى امراة فقط لا بد ان
يكلمها وان يعرفها وان يحبها .
وعندما اتفرجت
شفتا فاطمة عن ابتسامة حيية راى فى ابتسامتها علامة اخرى ربما هى العلامة التى طال
انتظارها والتى كان يبحث عنها فى الكتب وفى رعاية الاغنام واكواب الكريستال وصمت
الصحراء .
شعر بامتنان
عظيم وشكر الله لانه يحب فعندما نحب يكون لكل الاشياء من حولنا معنى فخرج اطراف
الواحة مبتعدا عن فاطمة ومتاملا الصحراء وفجاة راى صقرين كبيرين ينقض احدهما
مهاجما الاخر . هل تكون هذة علامة ايضا ؟
لا بد ان
جسيوش القبائل ستهاجم الواحة فعاد الشاب ادراجة ليخبر اهل الواحة بان القبائل
ستنقض على الواحة وان عليهم الاستعداد ، لانه راى علامة ودليلا قاطعا على ذلك لم
يكن الشاب يخاف الموت لانه حقق اسطورته الذاتية حينما راى فاطمة او انه اوشك على ذلك
ولان الموت فى الغد شانه شان الموت فى اى يوم اخر فقد خلق الله كل يوم اما لكى
نحيا فيه او ان نموت فيه . وكل هذا يتوقف على كلمة واحدة : " المكتوب ".
وفجاة ظهر له
مارد ملفع بالسواد ، انتزع الرجل الغريب سيفا كبيرا مقوس النصل من غمده الفضى فلمع
وكانه صنع ايضا من نوع عجيب من الكريستال . سال الرجل الملثم :" من ذا الذى
يجروء على تفسير تحليق الصقور ؟"
فرد الشاب
بقوة : " انا الذى جرؤت ".
فساله الفارس
:" ماذا يفعل رجل غريب مثلك فى ارض غريبة ؟".
اجاب الشاب
:" انا ابحث عن اسطورتى الذاتية ، وقد وجدتها فى هذة الواحة ولكن لن تفعم ما
اغنية بعبارة : " اسطورة ذاتية ".
قال له الفارس
:" اردت ان اختبر شجاعتك . فالشجاعة هى الفضيلة العظمى التى يحتاجها البشر
خاصة هولاء الذين يبحثون عن اسطورتهم الذاتية قراءة العلامات لا تكفى ولا بد من
المخاطرة وغدا عندما ينقض المحاربون على الواحة عليك ان تحتفظ بشجاعتك فاذا احتفظت
براسك فوق رقبتك فتعال وقابلنى فى خيمتى المعزلوة فى اقصى جنوب الواحة ".
وهكذا ..
التقى الشاب بالسيميائى .
من هو
السيميائى ؟
هل هو العالم
الانجليزى الغارق فى بطون الكتب ؟ ام هو الشاب المغامر الباحث عن الحب والحياة
والكنز ؟ ام هو ساحر او فارس الفيوم الذى يعيش اسطورته الذاتيه فى قلب الصحراء؟ ام
هو كل من تتقمص روحة فكرة : السبب قبل الذهب ويسعى وراء حلمة لا يتراجع ابدا مهما
طال به المطال وارهقة الترحال لانه شجاع والشجاعة هى الفضيلة الكبرى فى هذا العالم
.
اخب رالشاب
اهل الفيوم بامر الهجوم فاستعدت الواحة وانتصرت فى الحرب وكافاة رؤساء الواحة
بخمسين جنيها من الذهب ثم ذهب ليقابل يميائى الفيوم الذى قرر ان يساعده ويقوده الى
حيث كنزه المخبوء وكانت اول عبارة قالها له هى نفس عبارة الملك العجوز الذى قابله
قبل عبوره من الاندلس الى طنجة :
" عندما
تكون رغبتنا جارفة لتحقيق شىء فان العالم كله يتامر معنا لتحقيق ما نرغب ".
الارادة
الامر كله من
مبدئة الى منتهاه متعلق بالارادة وما علينا الا ان نريد وعندم نريد فنحن نحب
وعندما نحب فاننا نعيش وعندما نحيا تساعدنا الحياة على المزيد من الحياة . فنحقق ما
كنا نريد فنعرف اننا اردنا حقا ويقول الناس عنا اننا نجحنا والحقيقة اننا اردنا
فعندما نريد ننجح ، حتى لو لم نصل الى نهاية الطريق .
قال له
السيميائى : بع جملك واشتر حصانا فالجمال خادعة تسير عشرات الاميال ولا يبدو عليها
اى تعب ثم تخر فجاة على ركبها وتموت الخيول تتعب بالتدريج وتعرف دائما حدود ما
تطلبه منها ومتى ستموت ".
فى مساء اليوم
التاىل وصل الشاب الى خيمة " السيميائى " على صهوة حصان قال السيميائى
:" ارنى الحياة فى قلب الصحراء فلا يكتشف الكنوز سوى من يستطيع ايضا ان يكتشف
معنى الحياة ".
لكن الشاب لم
يكن سعيدا لان السعى وراء الكنز يعنى الابتعاد عن فاطمة فقال السيميائى :
اود ان ابقى
فى الواحة . فاطمة اغلى عندى من الكنز . فرد السيمائى :
فاطمة فتاه
صحراوية وهى تعرف انك سترحل لتعود هى وجدت كنزها ( انت ) وهى الان تنتظر منك ان
تعثر على كنزك .
واذا قررت ان
ابقى ؟
·
فى السنة الاولى ستصبح
مستشار الواحة وستملك من الذهب ما يكفى الكثير من الخراف والجمال وستتزوج فاطمة
وتعيش سعيدا وسيتحسن يوما بعد يوم تفسيرك للعلامات لان الصحراء معلم بلا نظير .
·
* فى السنة الثانية ستتذكر الكنز وستتحدث
اليك العلامات بالحاح لكنك لن تلقى لها بالا لانك ستكون مشغولا بثروتك وسلطتك وبكل
التفاصيل .
·
فى السنة الثالثة
ستقصى النيالى هائما فى الواحة وستصبح فاطمة امراة تعيسة لانك تخليت عن حلمك من
اجلها وعندما تصل الى هذة المرحلة ستخبرك العلامات بان كنزك غاص فى باطن الارض الى
الابد .
·
فى السنة الرابعة
ستهجرك العلامات لانك لم تستمع اليها وستعزل من منصب المستشار ستصبح تاجر غنيا جدا
ولكنك ستمضى بقية ايامك تائها لانك لم تحقق اسطورتك الذاتية وكلما ازداد ثراؤك
تبخر حلمك واندثرت سعادتك لانك لم تدرك ان الحب لا يمنع رجلا من ان يسعى وراء
اسطورته الذاتية وان حدث هذا فمعناه انه لم يكن حبا حقيقيا .
العمل
امتطيا
جواديهما وكانت الرياح تنقل اصواتا من الواحة فحاول ان يتعرف على صوت فاطمة وظل
الفارس السيميائى يتحدث عن الحب والكنوز وعن نساء الصحراء وعن اسطورته الذاتية
فقال له الشاب : ساذهب معك .
كان الشاب مع
السيميائى فى طريقهما من الفيوم الى الاهرامات قرر السيميائى ان يساعدة لانه يعرف
ان الارادة هى روح العالم وان هذا الشاب يريد حقا ان يعيش اسطورته الذاتية . وفى
الطريق قال له :
هناك طريقة
واحدة للتعلم هى العمل . فكل ما كنت تريد معرفته تعلمته خلال رحلتك من اسبانيا الى
الاهرامات . فساله الشاب : ولماذا فشل كل السيميائيين الاخرين فى تحويل امعادن
الرخيصة الى ذهب ؟.
اجابة
السيميائى " لانهم بحثوا عن الذهب لا عن السبب بحثوا عن الكنز دون ان يعيشوا
اساطيرهم الذاتية ". وماذا افعل لكى استغرق فى اسطورتى الذاتية ؟ سال الشاب .
قال السيميائى
: اصغ الى قلبك فهو يعرف كل شىء . وحيث يكون قلبك يكون كنزك ".
" لكن
قلبى يخشى ان يتعذب " اجاب الشاب .
" قل
لقلبك ان الخوف من العذاب اقسى من العذاب نفسه والخوف من الفشل هو الفشل بعينه
وافضل ان تتالم لانك تريد من ان تتالم لانك تخاف ".
كلمة للسيميائيين
سال الشاب قلبة
: هل اعمل ام اخاف ؟ قال له قلبه :
" لكل
انسان كنز ينتظره . لكن القلوب تصمت لان الناس كفوا عن البحث عن كنوزهم . وللاسف
فان قله من الناس تتبع قلوبها وتحاول ان تعيش اسطورتها الذاتية لتحيى بسعادة .
اغلب الناس يرون العالم محفوفا بالخطر ولهذا السبب ذاته يصبح العالم فعلا محفوفا
بالخطر ولهذا تصمت القلبو وفى صدمتها تذوب فالقلوب لاتتكلم الا لمن يملك الشجاعة
ويبحث عن كنزه"
وسال الشاب :
" هل
هناك شىء واحد وجوهرى .. لم اتعلمه حتى الان ؟".
وبسرعة اجاب
السيميائى :" نعم "
" عليك
ان تتعلم " اختبار الغالب ".
" فكل
مسعى يبدا بحظ المبتدىء وينتهى باختبار الغالب ". فمعظم من يموتون فى الصحراء
عطشا يموتون فى اللحظة التى يكونون فيها فى اقرب نقطة من الواحة تمام كما يقول
المثل : " احلك لحظات الليل هى اللحظة التى تسبق الفجر مباشرة ، وفى هذة
اللحظة الحالكة يتراجع معظم الناس . اى فى اللحظة التى يكونون فيها على وشك تحقيق
غايتهم وهذا لا يحدث اعتباطا وانما لكى نتعلم الدروس التى نعيشها ونحن نقترب من
الفوز فالتعلم من الفوز او من لحظة تحقيق الحلم اهم من الحلم نفسه ".
قال الشاب :
فهمت .
واضاف :
" ولهذا
فان السيمياء هى ان يبحث كل انسان عن كنزه ثم يجده ثم يود ان يصبح افضل مما كان فى
حياته من قبل فعندما يؤدى الرصاص دوره يتحول الى ذهب ونحن عندما نسعى الى ان نصبح
افضل مما نحن عليه فان كل شىء من حولنا يصير افضل ايضا . فلكل انسان دور رئيسى فى
تاريخ العالم لكن معظم الناس لا يدركون ذلك لا يدرك ذلك الا من يعيشون اساطيرهم
الذاتيه ".
الشاب يكتشف
كنزه
عندما لاحت
الاهرام من بعيد تراجع السيميائى العجوز بسرعة وقال للشاب المتحمس :
" لا
استطيع ان اساعدك بعد الان فالاهرام تنظر اليك وعليك ان تواصل السعى نحو النجاح
حتى لو تخلى عنك الاخرون او اتهموك بالغباء . سيساعدك الناس دائما ليساعدوا انفسهم
وعليك وحدك ان تساعد نفسك من اجل نفسك لانك انت وحدك المسئول ".
ظل الشاب
يقترب من الاهرام وعندما ارتقى تله صغيرة ولم يعد يفصل بينه وبين الهرم الاكبر سوى
سهل منبسط ركع على ركبتيه وبكى تذكر حلمه فى المبنى القديم المهجور تحت شجرة
الجميز الضخمة وتذكر اغنامة والملك العجوز الذى علمه معنى حظ المبتدىء والاسطورة
الذاتية وتذكر العرافة التى تريد عشر كنزه وتاجر الكريستال والصقور وفاطمة
والانجليزى الذى يقرا ليفهم معنى السيمياء دون جدوى وتذكر كل العلامات .
وحيث بكى
وتساقطت دموعه راى جعرانا يتحرك وكان يعرف ان الجعران فى مصر رمز مقدس وكانت هذة
علامة اخرى وحيث راى الجعران وسقطت دمعته بدا يحفر بحثا عن كنزه.
وفى ضوء القمر
الساطع ومن فوق قمة الهرم كانت القرون تراقبه بصمت وظل يحفر ويحفر حتى اقترب منه
جمع من الناس سالوه ماذا يفعل فقال انه يحفر بحثا عن كنز ولما راوه قد حفر كثيرا
اشفقوا عليه وظنوا ان به مسا من الجنون وعندما فتشوه لم يجدوا معه غير "
اوريم وتوميم ".. فاخذوا من الحجرين الكريمين دون ان يعترض . فما فائدة حجرين
كريمين ما دام لم يعثر على كنزه الكبير .
وفى هذة
اللحظة تقدم منه اكبر الرجال سنه وقال :
"لن
نقتلك ايها الغبى يمكنك ان تعيش لتتعلم ان الانسان لا يجب ان يكون غبيا الى هذا
الحد فمنذ قرابه عامين كنت نائما فى هذا المكان حسث تحفر انت الان وحلمت حلما تكرر
مرتين رايت نفسى فى اسبانيا افتش فى الريف فى مبنى تاريخى قديم ومهجور فيه شجره جميز
ضخمة ينام تحتها الرعاة احيانا وفى المكان الذى ينام فيه الرعاه .. رايت كنزا ضخما
يعجز الكلام حقا على وصفه لكنى لست غبيا لكى اعبر الصحراء واذهب الى اسبانيا بحثا
عن كنز رايته فى الحلم ".
خرج الشاب من
الحفره ونظر الى الاهرام فراى الاهرام تبتسم فبادلها الابتسام وكان قلبه مفعما
بالغبطه .
لقد وجد كنزه
.
ولكنه تعلم
درسا اهم واغلى :
لكى تصل الى
كنزك .. يجب ان تدفع الثمن .
يجب ان تعبر
الطريق حتى اخره .
فالنتائج
السهله ليست فقط غير موجوده بل هى غير مطلوبه .
وعندما تاخذ
كل ما تريد دون مقابل فانك تكسب الاشياء وتخسر نفسك فالحياة سخيفة فعلا ولكن فقط
مع من يعيشون اسطورتهم الذاتية .
فما هى
اسطورتك الذاتيه ؟
هل هى حلم ام
حقيقة ؟
وهل ستحاول
تحقيقها ؟
وهل ادركت
رسالتك فى الحياة بمعناها ومرماها ؟
وهل اقتنعت
فعلا انه عليك دائما :
ان تحدد السبب
قبل ان تطلب الذهب ؟
لكى تصل الى
كنزك يجب ان تعبر الطريق حتى اخره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق