آخر الأخبار

الخميس، 15 سبتمبر 2016

الفستق .. من المكسرات إلى الـ"وات"!




تعد تركيا ثالث أكبر منتج للفستق في العالم، وتقوم بجمع الغاز الحيوي من المكسرات ذات الصلة بالـ"كاجو"؛ لإنتاج الكهرباء. ففي بادئ الأمر بدأت عمليات الإنتاج في "غازي عنتاب"، وهي مدينة تقع في جنوب شرق تركيا بتعداد أكثر من مليون شخص، وواحدة من المراكز الزراعية الأكثر أهمية في البلاد، ومن بين ميزاتها أيضاً توفر العديد من بساتين الفستق فيها، وقد عمل العلماء في تركيا على إنتاج الغاز الحيوي من الفستق على المستوى التجريبي لأكثر من ثلاث سنوات، بالتعاون مع الحكومة، ومنظمة تطوير الأعمال الصغيرة، وجامعة الشرق الأوسط التقنية.
هذا وتنتج ولاية "غازي عنتاب" التركية في العام 120 ألف طن من الفستق، وتهدف لإيصالها إلى 300 ألف طن سنوياً؛ وخصوصاً من الفستق الذي يسمى "الفستق الأخضر"، الذي تبقى القشرة الخارجية له طازجة لمدة شهرين؛ حيث تم الكشف عن وجود غاز الـ"ميثان" في القشرة. إذن فمن المكسرات إلى الـ"واط".. يعمل العلماء على إنتاج الكهرباء من الغاز الحيوي الذي يجمع من الفستق، فيما تعمل تركيا لإنتاج الطاقة من مكسرات الفستق التي بالتأكيد لديها ما يكفي منها.
 
ويفيد "غوكسيل ديميرير" أستاذ في قسم الهندسة البيئية في جامعة "الشرق الأوسط التقنية" في "أنقرة": أن "واحد طن من الفستق يمكن أن ينتج 1.1 مليون متر مكعب من الغاز الحيوي، التي بدورها يمكن أن تولد 14 ساعة كيلووات -ما يكفي لتلبية احتياجات منزل نموذجي تركي لمدة عام". ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة لـ"الأمم المتحدة"، فإن تركيا تنتج 112،000 طن من الفستق في السنة، مما يجعلها ثالث أكبر منتج في العالم بعد إيران والولايات المتحدة. كما تعد مدينة "غازي عنتاب" مركز زراعة الفستق في تركيا؛ بإنتاج قدره 100،000 طن سنوياً، إذ أن المدينة كانت تعرف سابقاً باسم "أنتيب"، وحتى اسم أراضيها باللغة التركية تنتمي للفستق؛ مثل: "أنتيب فيسيتيقي" ، أو "أنتيب" المكسرات.
 
ويضيف "ديميرير": "ينبغي النظر في أن إنتاج الفستق في تركيا ضخم، وإمكانات بقايا الفستق التي تحتوي على قدر كبير من المركبات العضوية عالية، ما يسمح لنا باستخدامها كمصدر للطاقة الحيوية. ومنذ عام 2011 ونحن نعمل على استخدام بقايا الفستق لإنتاج الغاز الحيوي، وفي نهاية المطاف سيكون لدينا منشأة في "غازي عنتاب"، حيث يمكننا إنتاج الغاز الحيوي بشكل فعال".
ومن جانبها تقول "فاطمة شاهين" رئيسة بلدية "غازي عنتاب" : "ننتج في العام 120 ألف طن من الفستق، ونهدف لإيصالها إلى 300 ألف طن؛ خصوصاً الفستق الذي نسميه "الفستق الأخضر". الذي تبقى القشرة الخارجية له طازجة لمدة شهرين، حيث تم الكشف عن وجود غاز الـ"ميثان" في القشرة. حالياً التجارب الأولية كانت نتائجها جيدة، وسنقوم بدراسة تجريبية موسعة، وإذا كانت النتائج إيجابية سيتم تأسيس منشأة لتصنيع غاز الـ"ميثان"، كما يتم تصنيع غاز من القمامة ومخلفات الحيوانات، سيتم أيضاً تصنيع غاز الـ"ميثان" من قشور فستق "عنتاب". هذا يعني أن فستق "عنتاب" سيتحول إلى ذهب أخضر بالكامل!". وأشارت إلى أن العمل على إنتاج الطاقة من قشرة الفستق بدأ بالتعاون بين جامعة "غازي عنتاب" و"مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية التركية".
من ناحيته أفاد وزير الطاقة التركي "طانر يلدز" بأن تركيا أضافت 7.000 ميجاواط إلى قدرتها الاستيعابية لـ 12شهراً حتى شهر آب/ أغسطس الماضي، مضيفاً في قمة الطاقة التي عقدت في جنوب مدينة "غازي عنتاب": "إن تركيا زادت من سعة الكهرباء لديها بـ 7،000 ميجاواط خلال العام الماضي، بزيادة قدرها  11.5 %".
ولفت "يلدز" إلى أن ازدياد السعة هو جزء من محاولة تركيا للحد من اعتمادها على مصادر الطاقة الأجنبية لديها، وقد تحققت بدعم من القطاع الحكومي والخاص،قائلاً: "سنعمل على زيادة استخدام الموارد المحلية والتقليل من كمية الموارد الخارجية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق